وفاة غامضة للطفل حيدر.. واتهامات بـ”عنف مدرسي”
ما تزال قضية الطفل حيدر فرج اشناق، الذي توفي في ديسمبر من العام الماضي 2019 بعد قرابة الـ11 شهرا من دخوله في “غيبوبة” إثر إصابته بنزيف في الرأس، تثير الرأي العام خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي التي أوردت اتهامات مختلفة بأن الإصابة كانت جراء ضرب من الأستاذ للطالب المتوفى.
وروى أحد أعضاء تنسيقة تعليم زليتن لـ”218″ طالبا عدم ذكر اسمه، تفاصيل الحادثة، وقال إنه توجه رفقة أعضاء من التنسيقة بعد يومين من إصابة الطالب إلى مدرسة القادسية في زليتن التي يدرس فيها الطالب المتوفى وجلسوا مع الإدارة والمعلمين هناك للتحقق من الموضوع.
ولفت إلى أنه تم نقل الطالب حيدر اشناق إلى إدارة المدرسة مغمى عليه، حيث تفاجأ المعلمون والإدارة بحالة الطفل، وظنوا في البداية أنه يعاني من هبوط في السكر، وبعد عدم استجابة الطفل للإسعافات الأولية تم الاتصال بوالده الذي حضر للمدرسة ونقل ابنه إلى المستشفى.
وذكر عضو تنسيقة تعليم زليتن أنه بعد إدخال الطالب لأحد المستشفيات في المدينة ساءت حالته وقررت عائلته نقله إلى تونس، وتم بالفعل ذلك وسافرت العائلة مع ابنها لاستكمال العلاج هناك.
وفي متابعة لوضع الطفل طمأن المفتش التربوي سالم عاشور، عبر صفحته في “فيسبوك”، على وضع الطفل بعد زيارته في المصحة بتونس، وذكر أنه تحدث لحيدر وسأله عن الحادثة فقال الطفل “قدر الله وما شاء فعل”، وأنه لا يحمل أي حقد أوغلّ على أي معلم، وحسب المنشور يبدو الطفل واعٍ وفي حالة مستقرة.
من جهته، طالب وزير التعليم السابق في تلك الفترة عثمان عبدالجليل، بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة، وأكد عضو تنسيقية التعليم الذي تواصلت معه “218”، والذي- كما ذكرنا سابقا- رفض ذكر اسمه، أن اللجنة المشكلة تواصلت مع عدد من زملاء حيدر في نفس الغرفة الصفية، ولدى سؤالهم إن كان زميلهم تعرض للضرب من المعلم، كانت الإجابات مختلفة ومتناقضة، فقد أكد بعضهم وجود حالة ضرب، وآخرون نفوا ذلك، وقسم قال إن الاستاذ عاقبه بالوقوف نهاية الغرفة الصفية رافعاً يديه فوق رأسه، بحسب تحقيقات اللجنة المكلفة.
ولم يثبت على الأستاذ الذي تم التحقيق معه من قبل اللجنة التي ترأسها مدير مكتب التعليم الأساسي زليتن البهلول الفنوش، مع مجموعة من مراقبة تعليم بزليتن، أي تهمة بأنه قام بضرب الطالب، ولذلك لم يتم توقيفه عن العمل، كما لم يؤكد الأطباء المشرفون على الطفل وجود حالة ضرب في منطقة الرأس، ومنهم طبيب مختص في الأعصاب وآخر جراحة.
وحاولت “218” التعرف على الأسباب التي أدت إلى تدهور صحة حيدر وقادت إلى وفاته في النهاية، عبر التواصل مع أطراف عدة متصلة بالحادثة لكنها رفضت التصريح وكشف ما خلف الستارة، أما عائلة الطفل فلم تكشف ما حصل مع ابنها في أيامه الأخيرة، ولم يتسن لـ”218″ التواصل معها لإزالة الغموض الذي ما يزال يكتنف الحادثة ويُغذي العديد من الروايات في “السوشال ميديا”.