وزراء الحرب النفسية
محمد حديد
بروباغاندا بروباغاندا .. تلك كانت هتافات “يوزف غوبلز” وزير الدعاية النازية أمام حشد من الجماهير الألمانية فترة الحرب العالمية الثانية، استطاعت ألمانيا النازية وقتها أن تحتل أوروبا في زمن قياسي، يرجع ذلك إلى “الفلاَحة” الكلامية والدعائية التي استخدمتها إمبراطورية هتلر باستخدام أقوى أساليب الحرب النفسية فترة تسعينيات القرن الماضي.
على عتبات هذا القرن كانت الحروب على أفغانستان واجتياح العراق تتصدر المشهد العالمي بعد أحداث سبتمبر طبعا.
بدأت الدعاية فيهما أكبر والحرب النفسية أشد وطأة ولعلَّ العراق كانت حربها النفسية والدعائية حامية الوطيس، كانت في تلك الفترة المؤتمرات الصحفية والتي كان من أبرزها تلك التي تعقد بشكل يومي في قاعدة السيلية بقطر أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
سقطت بغداد في أقل من شهر ولم يستطع نظام صدام حسين أن يحتوي معنويات جيشه المنهارة وإن كان القصف مستمرا، إلا أن المسؤولين في “السيلية” والبيت الأبيض والبنتاغون كانوا أكثر دقة في اختيار الكلمة وحتى الصورة التي ساعدت بشكل أكبر من صوت القنابل والصورايخ الدخول إلى بلاد الرافدين في هذا الزمن القياسي المشابه لحقبة النازية.
الوضع في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي الذي لم يستخدم آلته الإعلامية بقدر ما استخدم أساليب الحرب النفسية والدعائية على غرار دعاية السوفييت قبل تفككه في ثمانينيات القرن الماضي؛ إلا أن دعاية إدارة التوجية المعنوي والثوري سقطت وسقط مسؤولوها دون أن يعلموا مايحدث خارج مكاتبهم ليلة سقوط العاصمة طرابلس. في هذه الفترة ظهرت علينا أساليب متعددة لمن تفننوا حقا في استخدام الحرب النفسية فالجهات تعددت في ليبيا وبدت تواجه بعضها باستخدام الكلمة قبل إطلاق أول رصاصة.
كان التفنن واضحا حتى حروب السنوات الأخيرة فما أن تبدأ على سبيل المثال صفحات التواصل الاجتماعي في توجيه التهم لمدينة أو لأشخاص ينتمون إلى مدينة حتى تبدأ بعدها حرب الرصاص والمدافع، ناهيك عن قرارات تعتبر جس نبض للشارع وقرارات فتحت الأمل على الليبيين وصارت الآن طي النسيان. خلاصة القول أن الحرب النفسية دائما لها وزراؤها المختصون فيها يختارون لها الوقت والكيف لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص 218