“واشنطن بوست”: على ترامب التراجع والتهدئة مع إيران
ترجمة | 218
قالت صحيفة The Washington Post الأميركية، إن ترامب لم يستخدم حتى الآن إلا العقوبات والدبلوماسية للرد على الهجوم على مرافق إنتاج النفط السعودية الأسبوع الماضي، الذي ألقت فيه الإدارة الأمريكية والسعودية باللوم على إيران. وفي الوقت نفسه أرسل تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج ولم يستبعد خيار العمل العسكري؛ إذا شنّت إيران المزيد من الهجمات.
ورأت الصحيفة أن ذلك يثير سؤالاً جوهرياً: “هل من مصلحة أميركا الدفاع عن السعودية وبنيتها التحتية النفطية ضد الهجوم عليها؟ وهل ينبغي على جنود وطياري الولايات المتحدة وضع حياتهم على المحك من أجل نظام محمد بن سلمان؟”.
وذكّرت الواشنطن بوست بالغزو العراقي للكويت وتهديد حقول النفط السعودية، وتدخّل الرئيس جورج بوش الأب بسرعة، وتساءل المقال: والآن، لأسباب مختلفة، من بينها سلوك ترامب المتهور وغير الكفء، أصبحت الأسباب الدافعة لقرار التدخل الأميركي أقل وضوحاً. وأضاف المقال أن الولايات المتحدة أصبحت الآن أكبر دولة من حيث الإنتاج في العالم، وانخفض اعتمادها على الواردات السعودية بشكل هائل، أي بنحو 50% خلال العامين الماضيين فقط.
وبالرغم من ارتفاع أسعار النفط في أعقاب هجوم الأسبوع الماضي، فلا توجد أي حالة من الذعر في السوق العالمي. ورأت الصحيفة أن حماية نفط السعودية مشكلة كبيرة للمملكة نفسها؛ لكن بالنسبة للولايات المتحدة، لم يعد الأمر يمثّل نفس الأهمية الاستراتيجية التي كان عليها من قبل.
وتقول الصحيفة الأميركية، إن مصالح الولايات المتحدة في هذا الصراع لا تكمن في مساعدة طرف للفوز على الآخر، بل في تعزيز التوازن والاستقرار بين الشيعة بقيادة إيران والسنة بقيادة السعودية وأن لدى الولايات المتحدة مصلحة مهمة وحيوية في منع كل من إيران والسعودية من امتلاك أسلحة نووية، ورأت الصحيفة أن ذلك هو سبب الاتفاق النووي الإيراني الذي وقّعه أوباما.
وترى واشنطن بوست أنه لا يوجد أي سبب يدفع الولايات المتحدة لدعم السعودية ضد إيران، سواء في اليمن أو في أي مكان آخر. وأضافت أن ترامب هدد كل هذه المصالح الأمريكية. وأن انسحابه من الاتفاق النووي، بالرغم من التزام إيران، دفع طهران إلى تعزيز أنشطتها النووية. وسعى إلى وقف جميع صادرات النفط الإيرانية، وهو فعل حرب حقيقي أدى بشكل مباشر إلى هجوم الأسبوع الماضي.
وترى الواشنطن بوست أن مصالح أميركا لا تُبرر الآن نزاعاً عسكرياً مع إيران. وأن ترامب قد لا يكون راغبا فعلاً في الحرب، إلا أن أخطاءه المتكررة تدفعه إلى شفا الحرب.
وتختم الصحيفة بالقول إن أفضل مسار الآن للرئيس هو التراجع وأن ويجد طريقة للتهدئة ومنع التصعيد.