هلال رمضان لم يبزغ في قرارة القطف
“غصات كثيرة” كبحت فرحة الليبيين بقدوم شهر رمضان الفضيل، ولعل من أبرزها ما يعانيه أهالي مخيم قرارة القطف الحالمين بالعودة إلى مدينتهم تاورغاء.
“رمضان غير في قرارة القطف”، ليس إعلاناً غرضه الترفيه، بل هو العنوان الأمثل لوصف المأساة غير المسبوقة في المخيم، مع تصاعد درجات الحرارة، وهبوب رياح قوية جلبت كميات كبيرة من الغبار، واقتلعت عشرات الخيم من مواقعها تاركة أطفالا ونساء ورجالا تحت رحمة من يأتي ليدق أوتادها من جديد.
وبين من أشهر سلاحه بوجوه أهالي تاورغاء ومنعهم من الوصول لحلمهم، ومجلس رئاسي أعلن ساعة الصفر للانطلاق ثم أدار ظهره عاجزا حتى عن تقديم يد العون، وتنديد محلي ودولي لمنع صاحب الحق من امتلاك حقه، ظلت مئات العائلات تجلس هناك في المخيم الذي تتغير معالمه كل يوم بفعل “العجاج”.
يقول متابعون إن أجواء رمضان في مخيم “قرارة القطف” أسقطت كل “المتسلقين” الذين تاجروا بالقضية منذ بداياتها وحتى سيناريو “العودة” الذي لم تكتمل فصوله، واليوم يجلس أهالي المخيم صائمون وسط حر الصحراء وغبارها دون أدنى مستوى من الحياة الكريمة لنازح لم يجد سوى غيرة أبناء جلدتنا.
ويضيفون أن “وصمة العار” تتسع رقعتها في غياب تام للدولة التي حرّكت المياه الساكنة وصمتت، فيما يخشى المتابعون أن يتسلل اليأس أكثر إلى قلوب أهالي “قرارة القطف”، وسط حالة إنسانية وصلت إلى حد غياب الغذاء والدواء.
يروي أحد المسنين في مقطع فيديو الحالة المزرية في المخيم، ويؤكد أنه لم يعد يحصل على دواء “الضغط والسكري” طالبا من المجلس الرئاسي أن يؤمن عودتهم إلى تاورغاء أو أن يعيدهم إلى مخيماتهم السابقة.
ألسنة المطالبين بعدم إطالة عمر الأزمة لم تتوقف، إلا أن أذان المسؤولين يبدو أنها “صُمّت” لأكثر من 4 شهور، دفع خلالها الأهالي “فاتورة ضخمة” من حياة لا تطاق، وظلوا متمسكين بأمل وحق سكن قلوبهم لسنوات.