هل يستقيل الرئيس الأميركي قبل المحاكمة؟
218TV|خاص
أثار إعلان البيت الأبيض في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يتعاون مع التحقيقات التي يجريها مجلس النواب الهادفة لعزله من قبل الأغلبية المنتمية للحزب الديمقراطي، ردات فعل متضاربة في الداخل الأميركي، ما إذا كان ترامب يخفي العديد من المسائل التي تتعلق بإدارته الرئاسية وتُشكّل مخالفات يعاقب عليها القانون، إذ يستعد مجلس النواب لتوجيه اتهام للرئيس، قبل الانتقال إلى محاكمته في مجلس الشيوخ، الذي يمتلك فيه ترامب “أغلبية مريحة” تبعد عنه “شبح العزل”، إذ لم يسبق لحزب حاكم في تاريخ الولايات المتحدة أن صوّت لصالح العزل بحق رئيس ينتمي إليه.
ومنذ يومين يشعر أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي بـ”ضغط القاعدة الشعبية” لإعلان موقف من تجاوزات ترامب، وهو ما يتحاشاه الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكن تقديرات تُظْهِر أن الشيوخ الجمهوريين لن يعلنوا موقفا من تحقيقات ومحاكمة ترامب قبل أن تتضح سير التحقيقات، وما ينتج عنها من حقائق واتهامات، وما إذا كان ترامب مدانا بالفعل، إذ في محاكمته أمام الشيوخ يحتاج الديمقراطيون لـ19 صوتاً جمهوريا للإعلان عن عزل ترامب، وهذا أمر غير واقعي قياسا بالسوابق السياسية في هذا الإطار، لكن قد يكون سقوط ترامب عبر “حيلة قانونية أخرى”.
يمكن للجمهوريين أن يضغطوا على ترامب لإعلان استقالته إذا تفجرت مفاجآت كبيرة في تحقيقات النواب، مقابل عقد صفقة قضائية يستقيل الرئيس بموجبها من منصبه قبل موعد المحاكمة مقابل تحصين الرئيس تماما من أي ملاحقات قضائية بعد الاستقالة، تماما كما حصل مع الرئيس ريتشارد نيكسون الذي بادر إلى الاستقالة قبل جلسة المحاكمة على خلفية فضيحة “ووتر غيت”، إذ كان الحزب الجمهوري يعلن أنه لن يُصوّت لصالح عزل نيكسون لكنه في الظل كان يضغط بقوة على نيكسون لمغادرة منصبه تجنبا للعزل والسجن لاحقا، وهو ما فعله نيكسون قبل بدء محاكمته رغم أنه كان يملك أغلبية بسيطة لحزبه في مجلس الشيوخ.