هل سيضل الليبيون طريقهم إلى غدامس؟!
حيدر حسين علي
الحالتان العراقية والليبية متشابهتان في كل شيء تقريبا هذا ما دأبتُ على ترديده لأكثر من مرة وهاهي الأيام تأتيني بمعطيات تزيد من قناعاتي في هذا الشأن.
وتمثلت هذه المعطيات في خبر طالعته اليوم في وسائل الإعلام عن مسعى يعتزم الاتحاد الإفريقي القيام به لجمع الفرقاء الليبيين في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا في يوليو المقبل فيما عبّر عنه الاتحاد “مؤتمرا للمصالحة”، وهو الأمر الذي يُمثل حكما مسبقا بفشل الملتقى الوطني الجامع المرتقب عقده أواسط أبريل الجاري في مدينة غدامس الليبية.
ولعلّ السائل يتساءل عن الربط بين الحالتين العراقية والليبية في هذا الصدد فأقول إن شريط الذكريات السياسية عاد بي إلى الوراء 9 أعوام تقريبا وتحديدا إلى العام 2010 العام الذي شهد أزمة كبيرة بين القوى السياسية العراقية بشأن تشكيل الحكومة الثانية لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي التي لم تحل إلا بعد طاولة مستديرة جمعت كافة الفرقاء في مدينة أربيل برعاية رئيس إقليم كردستان العراق آنذاك رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
ويبقى التساؤل يلحّ على القارئ عن الرابط فأقول إن الفرقاء العراقيين وهم كانوا على وشك التحضير لعقد طاولة أربيل المستديرة تلقوا عرضا مماثلا للعرض الحالي من الاتحاد الإفريقي من دولة إقليمية لجعل عاصمتها مكانا لجمع الفرقاء إلا أن فرقاء العراق لم تخنهم الفطنة وفطنوا للعبة وأنهوا خلافهم في أربيل ولم يذهبوا لهذه العاصمة أو يلتفتوا إليها.
واليوم والليبيون يستعدون للمشاركة في الوطني الجامع يبرز التساؤل المهم هل سيكونون بفطنة نظرائهم العراقيين وينهون الأمر في غدامس أم سيضلون طريقهم إليها ويتوجهون إلى أديس أبابا ليبقوا بهذا دائرين ومعهم البلاد والعباد في الدائرة المنجلية القاتلة؟ سؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة.