هل سيُحاسب الملتقى الجامع ” المليونيرات الجدد” في ليبيا؟
تقرير خاص|218
لا آلية عمل ولا أجندة واضحة حول الملتقى الجامع الذي سيُعقد في الرابع عشر من أبريل القادم. ويُعتبر هذا الغموض الذي تتبنّاه البعثة الأممية في ليبيا، مند إعلانها عن موعد انعقاده، احدى أهمّ العوامل التي قد تراها البعثة ورئيسها غسان سلامة، الكفيلة بإنجاحه نظرا لأهمية الملتقى بالنسبة للبعثة والمجتمع الدولي الذي أعلن عن تأييده للخطة الأممية.
القلق العام في ليبيا، يتضاعف كل يوم، مند أن خرج غسان سلامة في المؤتمر الصحفي الذي عقده بشان الملتقى، وما زاد الأمر تعقيدا بالنسبة للمراقبين، أن البعثة أكدت في أكثر من تصريح أن لا معلومات مُسرّبة وما يتمّ تدواله حول أعمال الملتقى على المواقع الإخبارية، غير صحيحة، وأنها تملك وحدها حقيقة الأمر، التي ستكشفها في الوقت المحدد الذي تراه مناسبا بالنسبة لها.
وفي حضرة الغموض الكبير للملتقى، تتدافع أسئلة الليبيين عن أعمال الملتقى وأهدافه، وهل سيطرح ملف العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، التي تُمثّل حجر الأساس في ليبيا اليوم، أو هل ستعمل على إبعاد من تسبّبوا في إشعال فتيل الاشتباكات المسلحة في السنوات الماضية، وارتكبوا جرائم حرب وساهموا في تشريد مائات وآلاف الليبيين؟
لا سبيل في الحالة القلق العام، إلا التكهّنات، لا مخرج إلا بتتبّع خطوات البعثة الأممية في الأيام الماضية، والتي كانت عبارة عن الاستماع لآراء الليبيين في مدنهم وتطلعاتهم لإنهاء حالة الإنقسام، واختزلت في بعض الأحيان، في تصريحات لرئيسها غسان سلامة، الذي كان آخرها، حديثه عن الفساد المُمنهج وأن ليبيا تشهد كل يوم صناعة مليونيرا جديدا بسبب الفوضى والسلاح المنتشر. وهُو الأمر الذي يجعل المتابع لأخبار البعثة وحراكها نحو الملتقى، يستنتج أن البعثة رُبّما تُحاول إبلاغ بعض الأطراف في رسائل غير مُعلنة، مفادها يقول: لن يشارك في الملتقى الجامع من صنعوا ثرواتهم من الفوضى والفساد.
وإن عُدنا لملف العدالة الانتقالية في ليبيا، فلا شك أنها الشُّغل الشاغل لكل الليبيين، نظرا لأهمية الملف في إنهاء المراحل السابقة بشكل واضح لا لبس فيه، ولكنّ الأمر لن يكون حُلمًا ورديًا على كل حال، لأن هذا الملف على وجه التحديد، مُرتبطًا بمن انتهك حقوق الإنسان وسرق ثروات الليبيين. ولن ينفع معهُ العدالة الانتقالية أو المصالحة معه، وهذا الأمر يُعتبر من شأن القضاء والقانون بشكل حصري.
يبقى الحال على ما هو عليه على كُلّ حال، الترقّب والمتابعة لما تُعلن عنه البعثة الأممية قبل انعقاد الملتقى الجامع، الذي سيشهد تاريخه مرحلة مِفصلية في تاريخ ليبيا، التي أصبحت رهينة للفوضى وفساد مُنظّم بمُباركة الجهل وغياب المُسائلة.