هل سيفعلها الليبي بهجت؟
عمار المنصوري
يعتقد الكثيرون أن الفن العالمي مقتصر على الذين يجيدون الغناء باللغة الإنجليزية، لكن في السنوات الأخيرة أثبت الفن الكوري واللاتيني أن هذا غير صحيح، حيث استطاعت الفرق الكورية أن تتربع على عرش قوائم التقييم الأمريكي ” البيلبورد ” أن تصبح علامة مسجلة في أغلب دول العالم فعلى سبيل المثال وليس الحصر فرقة بي تي إس الشهيرة تحصد اليوم نجاحا لم يستطع فنانو الصف الأول في أمريكا حصده، و80 في المئة من كلمات الأغاني التي يقدمونها هي باللغة الكورية بينما فقط 20 في المئة بالإنجليزية.
وإذا اتجهت إلى أمريكا اللآتينية تجد النجم الكولومبي مالوما يغني بالإسبانية ويحقق أرقاما على اليوتيوب تنافس أرقام جاستين بيبر وغيره من نجوم الصف الأول، وحفلاته تباع كافة تذاكرها في أغلب دول العالم، فلم تكن لغته عائقا أمام النجاح والانتشار على عكس ما تراه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فحتى الآن لم يستطع أي فنان يغني بالعربية من تحقيق هذا الإنجاز العالمي في الآونة الأخيرة رغم المحاولات الكثيرة وبالرغم من الملايين التي أنفقها البعض في “دويتوهات” مع نجوم كبار كما فعل النجم تامر حسني وغيره.
من هنا بدأت محاولات الفنان الليبي بهجت الذي طالما تحدث عن حلمه في أن يجعل الكلمة الليبية في قمة قوائم الموسيقى العالمية، بدأ الغناء في عمر 13 عاماً، عاش وترعرع في ليبيا ومن بعدها اتجه الى السويد ليدرس الموسيقى في إحدى أفضل الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال وهي أكاديمية Musikmakarna ، التي تخرج منها كبار صناع الموسيقى في العالم ولتقدم أول فنان ليبي شامل يكتب يلحن ويوزع والأهم من كل هذا يحمل فكرا مختلفا ومتجددا وخامة صوت وأداء لا تقل عن فناني الصف الأول في العالم.
أصدر بهجت في البداية أغاني باللغة الإنجليزية كخطوة أولى أي في ملعبه ليكسب إعجاب إدارة أكبر تطبيق عالمي وهو سبوتي فاي ويصبح الفنان الليبي الأكثر استماعا في تاريخ الموسيقى الليبية بأكثر من 5,4 مليون استماع ويصبح من أكثر الفنانين العرب الصاعدين استماعا للتطبيق لينتقل من بعدها للأغنية الليبية لتكون ضربة الجزاء التي لطالما خطط وعمل عليها بالتعاون مع الموزع المصري حسن الشافعي أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج أرب أيدول الشهير ويحقق بها إنجازاً ويدخل في قائمة الأغاني الأكثر استماعا في مصر جنبا إلى جنب مع إليسا عمر دياب وحماقي.
لا تشبه موسيقى بهجت أي لون من الأوان الموجودة في الساحة اليوم، فالنسيج والمزيج الذي يقدمه، تحدث عنه الشافعي قائلا إن ما قدمه مع بهجت في عمل “قلبك وين”، هو فن جديد ونادر ويفتخر بالمشاركة في صناعته في المنطقة وانتشاره في العالم، في ظل فشل العديد من المحاولات التي سبقته رغم الدعم الذي تحصلت عليه لنشره عالمياً.
خلال اليومين الماضيين أطلق بهجت أغنية “إسطنبول” باللغتين الإنجليزية والعربية، من كلماته وألحانه وتوزيعه والتي تعبر عن شوقه للقاء حبيبته في أجمل عواصم ومدن العالم وعلى رأسها طرابلس عاصمة بلاده ليبيا، وكان واضحا جدا تعلقه بوطنه من خلال الغلاف الرئيسي للأغنية الذي وضع فيه صورة تمثال الغزالة المفقودة ليعبر عن قضية وعشق في آن واحد، ويضعها جنب الى جنب مع أهم معالم العالم، بالإضافة لظهور شخصية الحاج حمد الليبية الشهيرة في الفيديو كليب الخاص بالأغنية ضمن مجموعة من شخصيات الكرتون الشهيرة، وخلال ساعات من إطلاق الأغنية تمت إضافتها الى قوائم الموسيقى العالمية الضخمة الخاصة بيوم الجمعة في كل من (دوتش لاند، السويد، فرنسا، دول الخليج، مصر، دول شمال أفريقيا، وغيرها من القوائم، ولكي يضع التطبيق الأول عالميا للموسيقى “سبوتيفاي” صورة بهجت غلافا على قائمة الموسيقى العربية بعد أن كانت على نفس الغلاف في اليوم الذي سبقه النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، ليتحقق حلم بهجت وأحلام كل من آمن به، فاليوم وفي هذه اللحظات يستمع الملايين حول العالم للهجة الليبية ممزوجة بإيقاعات غربية منهم من يتساءل عن لهجة كلمات الأغنية ومنهم من بدأ بالفعل في البحث عن تفاصيل أكثر.