هل تضحي “النهضة التونسية” بمُرشحها لصيد العصفور النادر؟
بعد أن أعلن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي أن الحركة تبحث عن العصفور النادر لدعمه في الانتخابات الرئاسية، قدمت مرشحا من داخل الحركة هو عبد الفتاح مورو، في خطوة مفاجئة، أدرجها البعض في خانة التقية السياسية.
لطالما كان مبدأ التقية محور العمل السياسي لحركة النهضة التونسية سائرة على هدي الإخوان المسلمين في ذلك وهو ما اعتمدته منهجا في خوضها لسباق الانتخابات التونسية، ففي الوقت الذي دفعت فيه بمرشحها عبد الفتاح مورو، سعت إلى دعم مرشحين آخرين، لعل أبرزهم من أسماه زعيمها راشد الغنوشي بالعصفور النادر، وهو في الغالب رئيس الوزراء يوسف الشاهد، حليف الأمس الذي جاءت به الصدفة السياسية، فسار على دروبها مبتعدا عن الراحل الباجي قايد السبسي الذي كلفه بتشكيل الحكومة.
حركة النهضة قد تكون قدمت مورو ككبش فداء في الانتخابات الرئاسية، بينما تدعو ناخبيها لاختيار الشاهد، فهي تدرك ضمنيا صعوبة وصول مرشحها إلى قصر قرطاج، في بلد ينظر أهله إلى الإخوان المسلمين بعين الريبة والحذر، لا سيما مع انخفاض الخزان الانتخابي للحركة إلى أربعمئة ألف صوت لا أكثر بعدما قارب عام ألفين وأحد عشر المليون ونصف المليون ناخب.
ملفات إشكالية وحساسة طرحها المرشح مورو في محاولة منه للعزف على وتر العواطف الشعبية، لعل أهمها قانون المساواة في الميراث بين الجنسين، وهو ما وعد ناخبيه برفضه تماما، مشيرا إلى أنه قانون يهدف لتقسيم الشعب التونسي، وهو موقف أيده فيه أيضا الغنوشي مدعيا أن الحركة كانت عرضة لهجوم نتيجة رفضها هذا القانون، غير أنها صمدت بفضل رفضها العنف والإقصاء وتقسيم الشعب، بحسب تعبيره.