هل اقتربت الانتخابات؟
انفرط العقد في الحديث حول الانتخابات حتى صارت الأخبار الليبية لا تخلو يوماً واحداً من مفردة الانتخابات، لكن المستجد هو الحديث الرسمي المتزامن من أطراف عدة.
في أقل من 24 ساعة ذكر بالانتخابات كل من المجموعة الرباعية حول ليبيا، رئيس مجلس النواب، عدد من النواب البرلمانيين، وكتلة الـ94 السابقة في المؤتمر الوطني، بل ووضعوا الحلول والمبادرات لإقامتها في أقرب وقت.
كل الحديث حول الدخول في عملية انتخابية برلمانية ورئاسية جديدة ينبع من الخطة الأممية التي أطلقها الممثل العام للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة في سبتمبر من 2017، معلنا العمل على ملتقى وطني جامع لليبيين، تعقبه انتخابات.
موقف المجلس الأعلى للدولة كان الوحيد المخالف لهذه الدعوات خلال الـ24 ساعة السابقة، ففي بيان له دعا لقانون “الاستفتاء” حول الدستور، والتوجه إلى إعادة تشكيل المجلس الرئاسي، ومناقشة المناصب السيادية، دون ورود فكرة الانتخابات التي تذهب بالمجلسين إلى غير رجعة.
بدا التعثر في الخطة واضحاً، بعد جولتين حواريتين بين مجلسي النواب والدولة، لتعديل الاتفاق السياسي وتضمينه في الإعلان الدستوري، والوصول لسلطة تنفيذية موحدة في البلاد، لكن المبعوث أكد أن العمل على بنود الخطة يجري بالتوازي.
الوضع الأمني، والانقسام السياسي، يخلقان التساؤل الأول والأبرز تجاه الانتخابات، فبعد انحسار كامل لتنظيم داعش من المدن التي كان يسيطر عليها أو على مناطق واسعة فيها، تراجع التخوف من الاختراقات الأمنية، وإن كان ما يزال قائماً في بعض المناطق، مثل المنطقة الجنوبية، التي تمزقها المعارك الأهلية في صمت، مقابل تزايد أن يؤثر الانقسام على إجراء الانتخابات.
يقابل ذلك تفاؤل ممن يضربون المثل بالأريحية التي يتحرك بها رئيس المفوضية العليا للانتخابات “عماد السايح” وبقاءه محايداً يزور معظم الأطراف السياسية دون مضايقات أو تردد، ويؤكدون أن هذا دليل على دعم الجميع للانتخابات.
لم تقم تظهر أي استفتاءات تظهر آراء المواطنين بالأرقام حول رغبتهم أو دعمهم لفكرة الانتخابات، لكن يرى مراقبون أن الإقبال الكبير على التسجيل، والذي فاق تسجيل أكثر من مليون ناخب جديد، يعني أن الليبيين جاهزون لزيارة صناديق الاقتراع متى فتحت أبوابها.
يبقى التأكيد والقرار النهائي لتحديد موعد للعملية الانتخابية قيد الشد والجذب بين المجالس التشريعية، والأجسام السياسية والعسكرية المختلفة، والتي تمسك بزمام الأمور في أنحاء البلاد، ويظل الانتظار حليف المواطن الوحيد.