هل أصبح غوارديولا فاشلا أوروبياً؟
لم ينجح المدرب الإسباني بيب غوارديولا بالتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا منذ رحيله عن فريق برشلونة في صيف 2012.
ووصل غوارديولا إلى نصف نهائي دوري الأبطال مع فريق بايرن ميونخ ثلاث مرات متتالية إلا أنه كان كل مرة يخفق في التأهل، لكن مع مانشستر سيتي يبدو الوضع أسوأ، حيث لم ينجح المدرب في تجاوز دور الثمانية للمرة الثالثة على التوالي.
وخرج الفريق من البطولة على يد توتنهام بالأمس، مما طرح تساؤلاً في وسائل الإعلام عن وضع المدرب في البطولة التي كان ناجحاً بها حين كان مدرباً لبرشلونة وحققها مرتين في غضون أربع سنوات.
ولا يبدو أن مصطلح “العقدة” هو التعبير المناسب عن مشكلة المدرب في البطولة آخر ثماني سنوات، فالمسألة أكبر من هذا التفسير “السطحي”.
السبب الأكبر
لا شك أن غوارديولا مدرب يصنع منظومة فريق ممتعة وقوية وذات نسيج رائع في الملعب، وترابط عالي المستوى بين جميع الخطوط الثلاثة، بل يضيف أدواراً فنية تكتيكية لحارس المرمى، ويساهم في تطوير اللاعبين، لكن ثمة مشكلة خطيرة تنخر في خشب هذا الفريق.
لم يعرف بايرن ميونخ ومن ثم مانشستر سيتي مع بيب غوارديولا شبكة دفاعية قوية تصمد في المواقف الصعبة وتحت الضغط من الخصوم، فجميع مباريات غوارديولا مع الناديين بدوري أبطال أوروبا كانت تستقبل جملة ليست قليلة من الأهداف.
ويكون غالباً معظم هذه الأهداف خارج الأرض، فتلقى بايرن من ريال مدريد رباعية، ثم ثلاثية من برشلونة، ثم ثنائية من أتليتيكو مدريد الدفاعي، ونفس الشيء مع مانشستر سيتي ضد موناكو ثم ليفربول وأخيرا توتنهام.
لا واقعية
يتمسك بيب بفلسفة اللعب الاستحواذي الهجومي وهذا ليس مشكلة، لكن المدرب لا يتحلى ببعض المرونة حينما يخوض مواجهة صعبة خارج ملعبه، ويكشف مساحات دفاعية في عمق الوسط الدفاعي تُكلف الفريق أهدافاً كثيرة.
ولعل غوارديولا يجب أن يُجرّب اللعب الواقعي في بعض الظروف ليتجنب خسارة قاسية يلعب عليها الخصم في مباراة الإياب وتكون الأمور أكثر تعقيداً.
التفاصيل
هناك تفاصيل في مباريات بيب غوارديولا وقفت ضده، فماذا لو سجّل أغويرو ضربة الجزاء في توتنهام؟ وماذا لو سجل توماس مولر ضربة الجزاء على أتليتيكو مدريد موسم 2016؟ وماذا لو لم يرتكب المدافع لابورتي ضد توتنهام جملة كبيرة من الأخطاء؟ وماذا لو سيلفا لم يلمس الكرة قبل هدف اغويرو ضد توتنهام؟
في بعض المواقف كان غوارديولا سيئ الحظ، لكن تفاصيل صغيرة ساهمت أيضاً في إقصائه من البطولة.