هكذا أجهزت بلجيكا على البرازيل
ضربت بلجيكا، البرازيل في مقتل وحرمتها للمونديال الرابع على التوالي من خوض المباراة النهائية لكأس العالم لتخرج هذه المرة من دور الثمانية على يد الشياطين الحُمُر.
ويعود فوز بلجيكا على البرازيل بنتيجة 2-1 لأسباب متعلقة بالمنتخبين نقدمها لكم تاليا.
السبب الأول هو الهشاشة الدفاعية للبرازيل في محور خط الوسط التي ترك فيها غياب كاسيميرو نجم ريال مدريد فراغاً كبيراً بسبب استبعاده من المباراة بداعي الإيقاف.
مدرب البرازيل تيتي كان أمام خياريْن صعبيْن، الأول هو تغيير طريقة اللعب كلياً من 4-3-3 إلى 4-4-2 بتحويل نيمار وخيسوس إلى رأسيْ حربة صريحين لكن تيتي فضّل الخيار الثاني وهو استبدال مكان كاسيميرو بفيرنانديهو لاعب مانشستر سيتي.
لم يقدم فيرنانديهو الأدوار الدفاعية العدوانية بكفاءة كما يفعل كاسيميرو الذي يُعتبر صمّام أمان أمام ثنائي قلب دفاع البرازيل، وكان يُتقن دور تكسير الهجمات وقتل سرعتها.
صال وجال لاعبو بلجيكا لاسيما الثلاثي لوكاكو ودي بروين وهازارد في ملعب البرازيل مع مساحات واسعة جداً تركها غياب كاسيميرو والتي كلفت منتخب البرازيل فقدان الكرة ومن ثم تسجيل الهدف الثاني الرائع بتسديدة صاروخية من دي بروين.
لا يُمكن عتاب تيتي على مسألة عدم تغيير الخطة الكاملة لأجل تعويض غياب كاسيميرو لأن ذلك سيكون مجازفة أكبر.
المشكلة الثانية التي وضعت البرازيل في مأزق المباراة، هو عدم أخذها أسبقية التقدم بالنتيجة، بينما ظفرت بلجيكا بهذه الميزة، والتي سمحت للاعبيها استدراج البرازيل إلى مناطقهم وفتح مساحات خلفية لشن مرتدات سجلوا منها الهدف الثاني.
ماذا لو حدث العكس؟ ماذا لو أخذت البرازيل زمام المبادرة وسجلت بالبداية؟، ربما لوضعت نفسها في موقف المتقدم بالنتيجة وألقت الكرة في ملعب البلجيكيين ليتحرروا من مناطقهم خاصةً أن بلجيكا لا تُحسن الدفاع القوي.
ولا يُمكن تجاهل الأداء فوق العادي للثلاثي الأمامي للمنتخب البلجيكي والذي لعب دوراً حاسماً في تعذيب دفاع البرازيل، ولعل أكثر ما أتقن هؤلاء فعله في المباراة هو اللامركزية في مراكز الملعب، فتبادل اللاعبون الثلاثة مراكزهم بتفاهم عالٍ جداً.
وظهر عليهم تأثرهم بنسق الدوري الإنجليزي من خلال المرتدات السريعة التي شنّوها على مرمى البرازيل.
حتى أن الثنائيات الفردية بين البرازيليين والبلجيكيين كانت لصالح الشياطين الحُمر سواء تلك المتعلقة بالجانب الفني أو البدني.
ويكمن السبب الرابع في عدم إجادة البرازيل لطريقة إدارة المباراة بعد التأخر بالنتيجة وفتحها للملعب خاصة مناطقها الدفاعية بهدف استدراك النتيجة لكنها وقعت في شباك الاستعجال.
تقدمت البرازيل بتهور دون تغطية مساحاتها الخلفية طمعاً في معادلة النتيجة وهنا تعاملت بلجيكا بذكاء حاد حين سمحت للبرازيل بالوصول إلى مناطقها رغم المجازفة بهذه الخطوة، لكنها استطاعت تفريغ مناطق البرازيل من أكبر عدد من اللاعبين وهنا بدأت المرتدات تضرب البرازيليين.