“نوبل” الفيزياء تواصل الاحتفاء بالجاذبية و”الأسرار الغامضة للمادة”
لقد كانت قفزةً إلى المجهول أو إلى ما كان العالم يعتبره مجهولا، عندما منحت مؤسسة “نوبل” جائزة الفيزياء “2016” للبريطانيين الثلاثة “ديفيد ثاوليس” و”دانكن هولداين” و”مايكل كوستيرليتس”، لأبحاثهم حول “المادة” واكتشافاتهم النظرية في تحوّل أطوارها غير المعتادة، ما أتاح إحراز تقدمٍ لافتٍ في الفهم النظري للأسرار الغامضة لها، وأيضا فتح آفاق جديدة لتطوير مواد مبتكرة.
لكن الفائزين بنوبل “الفيزياء” هذا العام يؤكدون هذا الاتجاه، فقد أعلنت لجنة “نوبل” من “السويد” اليوم الثلاثاء، عن منح جائزة العام “2017” في الفيزياء لثلاثة علماء من “أميركا”، هم “رينير وايس” و”باري باريش” و”كيب ثورن”، فجاء في حيثيات قرار اللجنة المشرفة على منح الجائزة، أن هؤلاء العلماء استحقوها تقديرا لإسهاماتهم الحاسمة في رصد “موجات الجاذبية”، لأن هذا حسب ما جاء في القرار “أمرٌ جديدٌ ومختلف تماما، ويفتح عوالم غير مرئية”، وبالعودة إلى الأطباء “الأميركيين” أيضا الفائزين بنوبل “الطب” التي أعلن عنها أمس فإن اكتشافهم آليات جزيئية تتحكم في “الساعة البيولوجية للإنسان” يؤكد أن العلم لا يتوقف عن السفر بعيدا في هذا الكون الذي يبدو أننا لا نعرف عنه شيئا بعد.
فمن الراهب وعالم الفلك البولندي “نيكولاس كوبرنيكوس” الذي أثبت منذ قرون أن الأرض تدور حول نفسها وأن القمر يدور حول الأرض والأرض والكواكب الأخرى كلها تدور حول الشمس، إلى إثبات هذا بعد حوالي “80” سنةً من قبل “كبلر” إلى علماء اليوم الذين انتقلوا من المادة التي نعرفها إلى أخرى لها خصائص غامضة ستأخذنا بعيدا أبعد مما كنا نتصوّر، ليسجل العقل البشري قفزات محسوبة، لازال البعض حتى الآن يعتقد أنها ضربٌ من الجنون أو محضُ خيال.