نصية: إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا أمر مفروغ منه
أكد رئيس لجنة الحوار بمجلس النواب عبد السلام نصية أن إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا أمر مفروغ منه ومحطة مهمة لا بد من الوصول إليها.
وأشار نصية خلال حوار أجرته معه وكالة “سبوتنيك” الإخبارية الروسية إلى وجوب توفير الأجواء الإيجابية لإنجاح هذه الانتخابات، وأهمها إجراؤها في ظروف جيدة، وقبول نتيجتها، مع أهمية عدم ربط إجرائها بالوضع الأمني رغم أن الأخير يحتاج إلى التحسين، وهو أمر يرتبط بالوضع السياسي.
وتطرّق نصية إلى سباق الزمن الذي يخوضه مجلسا النواب والأعلى للدولة، للوصول إلى توافق بينهما بشأن مشروع وطني ينهي الأوضاع القائمة، يفضي إلى انتخابات تتم في ظل حكومة واحدة عوضاً عن إجرائها في ظل حكومتين ليتم قبول نتائجها.
ولفت إلى أن الأمر المهم الآن هو توحيد المؤسسة العسكرية التي يتحاور العسكريون في مصر لتحقيق هذا الهدف، رافضاً القبول بقيام دولة في ظل وجود السلاح خارج الإطار الرسمي، وهو ما يحتم توافق الجماعات المسلحة للوصول إلى استقرار البلاد.
وشدد رئيس لجنة الحوار النيابية على وجوب إيلاء الحكومات العربية والبرلمان العربي الاهتمام الكافي بحل القضية الليبية؛ لأنها قضية معقدة وذات بعد دولي، حيث تحولت المؤتمرات المنعقدة بشأنها في باريس وروما إلى صراع أوروبي أوروبي لتحقيق المصالح الأوروبية في وقت تسعى فيه أطراف ليبية متعددة للدفاع عن مصالح الأطراف الخارجية.
وبيّن نصية أن أساس الأزمة في ليبيا هو عدم وجود هياكل موحدة قادرة على التعامل مع الأطراف الخارجية، فيما سيتمكن الليبيون من وضع حد لتدخلات هذه الأطراف في الشؤون الداخلية لو تمكنوا من تشكيل سلطة تنفيذية وهياكل دولة واحدة تعمل على تحقيق مصالح البلاد والدول الأخرى في إطار التعاون الدولي.
ومضى نصية في توضيح ما يعيق تحقيق التوافق بين الأطراف الليبية المتمثل في عدم وجود ممثل واحد للشعب الليبي يتعامل مع الأطراف الخارجية، إذ خلق تعدد الممثلين الأرضية الملائمة للتدخل الخارجي، وهو ما وضع ليبيا داخل حلقة مفرغة لا يمكن الفكاك منها إلا عبر إيجاد سلطة تنفيذية واحدة يسعى مجلس النواب من خلال التواصل مع المجلس الأعلى للدولة للوصول إليها ليبقى التطبيق العملي أصعب من التخطيط النظري.
وفنّد نصية النظرية التي تتحدث عن تعنت مجلس النواب فيما يتعلق بالوصول إلى حلول للأزمة الليبية، مبيناً أن حقيقة الأمر تتمثل في صعوبة تحقيق إجماع داخل المجلس بسبب التركيبة المعقدة والصعبة للأعضاء والتشريعات الموجودة التي تتطلب وجود أعداد كبيرة من المصوتين لصالح تمرير القرارات.
واتهم رئيس لجنة الحوار النيابية فئة معينة داخل المجلس الأعلى للدولة بالتعنت ورفض أي قرار يصدره مجلس النواب خوفاً على مصالحها، وهو الأمر الذي يندرج في إطار المعادلة الصفرية المتمثلة بـ”إما أبقى أنا أو تبقى أنت” التي خلقت مخاوف لدى الأطراف الخارجية على مصالحها، فيما يسعى مجلس النواب لإزالتها ووضع معادلة التعايش بين الجميع بدلا عنها.