“ندوب كورونا” تُهدد تعاملات دُول الاتحاد الأوروبي مستقبلاً
تتقاسم إيطاليا وإسبانيا وفرنسا تبعات تفشي فيروس كورونا على الرغم من التقاط إيطاليا لأنفاسها في ثاني يوم على التوالي تراجع فيه عدد الوفيات، وسجلت أقل زيادة يومية في الإصابات الجديدة، غير أن القيود المفروضة التي من المقرر أن تنقضي يوم الجمعة قد يجري تمديدها، تزامنا مع التفاتة خجولة من الاتحاد الأوروبي نحو توحيد الإجراءات بين مختلف دوله لتخفيف الخسائر قدر الإمكان.
إسبانيا سجلت أعلى معدل وفيات لها جراء فيروس كورونا خلال 24 ساعة بلغ 800 شخص، فيما استقرت إيطاليا لليوم الثاني على التوالي محققة تراجعا في عدد الوفيات اليومي. وعلى الرغم من استمرار ارتفاع عدد الوفيات الإجمالي الذي بلغ تقريبا في إيطاليا وحدها ثلث إجمالي عدد الوفيات حول العالم إلا أن بارقة الأمل لاحت بأن انخفض العدد الجديد بفارق 133 عن يوم السبت.
فرنسيا، حذرت وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية إميلي مونشالان روسيا والصين من اللعب على وتر المساعدات لتحقيق مكاسب دعائية قائلة إن التضامن لا يمكن أن يستخدم كأداة ضغط، مؤكدة أن تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأزمة سيحدد مصداقيته وجدواه، بعد أن أخفق الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق لتوحيد الإجراءات بغرض تخفيف العبء عن الاقتصاد الأوربي.
وشدد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي على أنه لن يسمح بالمماطلة تجاه الأزمة الكبيرة التي تعاني منها بلاده، منتقدا الموقف الألماني بصورة خاصة، وواصفا تصريحات المستشارة أنجيلا ميركل بالمواجهة الشديدة والصريحة، مضيفا أنه في ظل الأزمة الراهنة ينبغي تجنب أن تتخذ في أوروبا خيارات مأساوية، قد تدفع لأن يفقد التكتل الأوروبي بكامله سبب وجوده.
أزمة اختلطت فيها المصاعب ولعبت فيها بعض الدول دورا اقتصر على أولوياتها التي على ما يبدو كان الإنساني منها في ذيل القائمة، ويبدو أن ندوب كورونا في بعض الدول ستبقى واضحة في تعاملاتها الاقتصادية والسياسية والإنسانية أيضا بعد أن يحقق بعضها نهوضا سيحتاج فيها لكامل قوته.