“ناتو” في ليبيا.. قرار طبيعي
218TV | خاص
ليل الثامن عشر من شهر مارس عام 2011 اضطر العالم إلى التدخل عسكريا في ليبيا عبر ضربات جوية وصاروخية عبر مياه البحر الأبيض المتوسط لإحباط خطط العقيد معمر القذافي القيام ب”مجازر ترهيبية” لليبيين الذين قرروا الانتفاضة ضد نظامه، ومحاولة إعادتهم إلى البيت بعد نحو شهر من إطلاق ثورتهم ضد نظامه المستبد، فيما كشفت صورا لأقمار اصطناعية إن القذافي بدأ بتحريك أرتاله العسكرية نحو المدن المنتفضة، فيما بدأت تخرج مدن أخرى عن نطاق سيطرته.
وشنت مقاتلات فرنسية أولا سلسلة غارات ضد مفاصل أساسية ضد أرتاله التي كانت تستعد لتنفيذ “مجازر مليشياوية” ضد الثوار، لكن فرنسا غطت تحركها العسكري في الأجواء الليبية بقرار من حلف شمال الأطلسي “ناتو” الذي تدخلت دولٌ عدة أعضاء فيه في الغارات العسكرية ضد أهداف عسكرية وأمنية تعتبر مفاصل أساسية في نظام العقيد في محاولة لشل قدرته على ضرب ثورة فبراير، فيما لا تزال أطراف ليبية تعتقد أن تدخل “ناتو” لم يكن ضروريا لأن الثوار سبقوه في السيطرة التامة على العديد من المدن والمناطق.
تقول أطراف داخل وخارج ليبيا إنه حتى لو تمكن الثوار من الإمساك بزمام الأمور في مناطق عدة من ليبية قبل تدخل “ناتو” إلا أن تدخل الأخير كان ضروريا للغاية، لأن نظام القذافي الذي يملك “تشبيكات وتحالفات” عدة كان في إمكانه استقدام عشرات آلاف المرتزقة حول العالم، والزج بهم في معركته ضد الليبيين، وهو ما كان سيُرجّح كفة نظامه في إخماد ثورة فبراير، إذ كان لا بد من غطاء جوي دولي لحماية مكتسبات ثورة الليبيين، إضافة إلى حضور عسكري في الأجواء الليبية لمنعه من ضرب الثوار المُتقدّمين نحو مدن ليبية أخرى، وصولا إلى العاصمة التي كان يدير منها القذافي “آخر الأوراق” التي يملكها نظامه.