نائب المبعوث الأممي: سماء ليبيا “مستباحة”
شدد نائب ممثل الأمين العام إلى ليبيا، ومنسق الشؤون الإنسانية، يعقوب الحلو، على ضرورة “التسمية والتشهير” بالأطراف التي تؤجج الصراع في ليبيا، لضمان تطبيق قرار مجلس الأمن 2510 ووقف إطلاق النار في ليبيا.
وأوضح الحلو في تصريحات صحفية أن “سماء ليبيا باتت مستباحة وأصبحت أكبر مسرح لاستخدام الطائرات المسيرة بدون طيّار، في حين يتأثر نحو 27% من الشعب بشكل مباشر بسبب الصراع، أي ما يُعادل شخص من بين كل أربعة ليبيين”.
وأشار إلى أن الهجمات على البنى التحتية قد تضاعفت بشكل كبير مؤخراً وخاصة في القطاع الصحي، ما أدّى إلى مقتل وإصابة 650 مدنيا” وفقا لما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة.
وعن الوضع الإنساني، وصف منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، الصراع الليبي بأنه “فريد من نوعه” كون المنشآت العسكرية فيها، تقريبا، مقامة في مواقع مدنية أو بالقرب منها.
وتابع الحلو حديثه قائلاً أنه “إذا ادّعى طرف ما بأنه يهاجم منشأة عسكرية فإنه لا بد من وقوع إصابات في صفوف المدنيين، ولا بد من استهداف مستشفى أو مدرسة أو منزلا أو حتى المارة في الشارع”.
وتابع يعقوب: “عشرات الآلاف من المدنيين بالإضافة إلى أعداد متزايدة من المهاجرين واللاجئين الضعفاء يواصلون تحمل المشاق والمعاناة التي تشتد عليهم. ونرى استخداما متزايدا للأسلحة المتفجرة مما أدّى إلى فقدان غير ضروري للأرواح ونزوح وضرر وتدمير للبنى التحتية المهمة مثل المستشفيات والمدارس”.
وعن الهدنة التي هدفت إلى وقف إطلاق النار، أشار الحلو إلى إنها صمدت عدة أيام لكنها انتُهِكت بشكل خطير، مشيراً إلى الضربات التي استهدفت طرابلس ومحيطها قبل نحو 10 أيام.
وأكد المسؤول الأممي، إن 115 ألف طالب لم يتوجهوا للمدرسة في طرابلس، بعد إغلاق المدارس بسبب الصراع. وأن الكثيرين تركوا مساكنهم بحثا عن الأمان، إضافة إلى أن المستشفيات إما مكتظة أو أنها تعرّضت لهجمات.
الأزمة المالية:
تحدث نائب المبعوث الأممي إلى ليبيا عن الأزمة المالية قائلاً أن ليبيا دولة غنية لكنها لا تملك سيولة نقدية، مشيرا في حديثه إلى أن “الأشخاص العاديون يواجهون صعوبة في دخول حساباتهم البنكية. هذه المشكلة مستمرة منذ شهور، والوضع يزداد تعقيدا بسبب وقف الصادرات النفطية”.
وتطرق الحلو، إلى وقف تصدير النفط، مُبيّناً أن ليبيا خسرت بسب وقف استئناف عمل المواقع النفطية، مليار دولار، وانخفض الانتاج من 1.2 مليون برميل يوميا إلى صفر تقريبا.
أزمة المطارات والرحلات الجوية:
أشار نائب ممثل الأمين العام إلى ليبيا، إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، لم تتمكن طائرتان تابعتان للأمم المتحدة من التحليق بشكل اعتيادي، بسبب حظر طيران على المناطق الغربية، وهذا يشمل المطار الوحيد الذي يمكن استخدامه في طرابلس وهو معيتيقة، إضافة إلى مطاري مصراتة وزوارة قرب الحدود مع تونس.
الهجرة واللجوء:
أوضح الحلو في سياق حديثه، إن عدد المهاجرين داخل ليبيا يبلغ الآن 650 ألف مهاجر، من العديد من الدول، وفي مقدمتها دول جنوب الصحراء الكبرى والسودان وغيرها، مشيراً إلى أنهم يأتون إلى ليبيا للبقاء فيها رغم أوضاعها غير المستقرة.
وأضاف أنه يوجد 11 مركز توقيف رسمي به 2000 مهاجر تم توقيفهم أثناء رحلتهم عبر البحر إلى أوروبا، كما تحدث عن محاولات جارية لنقلهم من مراكز التوقيف إلى المجتمعات المدنية حيث يعيش المهاجرون الآخرون.