“مُترجِم” قمة ترامب-كيم جونغ.. ربي يصبّره
218 | خاص
لا تتوفر أي معلومات أو معطيات بشأن هوية المُترجِم الذي سيتولى “أصعب مهمة مُعقدة”، فمن الثابت بروتوكولياً أن كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيتحدثان كلا بلغته، وإذا كان من الطبيعي والمحسوم أن ترامب لا يمكنه أن يتحدث باللغة الكورية بحسب سيرته المنشورة كرجل أعمال ثم رئيسا لأكبر دولة عالمياً، فإنه ليس معروفا ما إذا كان كيم جونغ أون يستطيع أن يتحدث اللغة الإنجليزية وسط شكوك كبيرة تحوم حول هذا الأمر، لكن تظل مهمة المُترجِم “خاصة ودقيقة واستثنائية”.
تفترض أوساط طرفة من نوع خاص ماذا لو انفعل ترامب أو كيم جونغ أون كلاهما أو أحدهما، وتلفظا بـ”عبارات مسيئة” ضد الآخر، هل سيصمت المُترجِم أم سيقول الحقيقة انسجاماً مع ما هو مطلوب منه في قمم استثنائية من هذا النوع، أوساط رصينة تقول إن ذلك ليس واردااً لأن ترامب وكيم جونغ أون هما رئيسي دولتين، وبالتالي فإنهما سيتحليان بـ”اللياقة واللباقة” التي قد تجعل من مهمة المترجم “سهلة ويسيرة”، لكن أوساط أخرى ترى في هذا التقدير “قفزاً” عن حقيقة ترامب وكيم جونغ أون نفسيهما.
ترامب استخدم منصته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لطرد شخصيات سياسية، وشتمها، فيما لم يُوفّر وسائل إعلام أميركية مرموقة دولياً مثل “نيويورك تايمز” و شبكة (CNN) الإخبارية من دون أن يُهاجِمها وينعتها بـ”الكذب واختلاق الأخبار”، أما عن “سلوك” كيم جونغ أون فـ”حدّث ولا حرج” فيكفي القول إن “الزعيم المُتهوّر” قد أطلق طلقة من مدفع متوسط باتجاه زوج عمته الضابط في جيش كوريا الشمالية لمجرد أنه “أخذ غفوة” أثناء خطاب “طويل وممل” لـ”القائد” الذي يُقدّم كـ”إله” في مجتمع يفقد 90% من سُكّانه اتصالهم بالعالم الخارجي.
“مهمة المترجم” ليست سهله، فهو ليس أمام متحاورين من “النوع العاقل”، بل عليه أن “يترقب الأسوأ”، والمهم عليه أن يكون “أميناً”، فـ”أي غفوة” ربما تحيل القمة إلى “طلاق بائناً بينونة كبرى”، وعليه أن ينتقي “ألطف” المفردات والتعابير، حتى لا يُساء فهمها كلا من الآخر بصورة سيئة، هي مهمة يمكن اختصارها بالقول: “ربي يصبّره.. وخلاص”.