ميلان وعهد جديد
عبد الله الدبري
بعد انتقال ملكيته من رجل الأعمال الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي أداره لقرابة 30 عاما حقق فيها الكثير من التتويجات والإنجازات العالمية وبيعه من ثم إلى رجل الأعمال الصيني ” هونج يونج لي ” و فقط لمدة سنة وثلاثة أشهر إلا ثلاثة أيام من تاريخ 13 أبريل 2017 إلى 10 يوليو 2018 ها هو أفضل من مثل أندية إيطاليا أوروبيا وعالميا النادي اللمباردي ” إيه سي ميلان ” تنتقل ملكيته تماما و بشكل كامل إلى صندوق ” إليوت ” الصندوق المالي الشهير والثري والذي تبلغ ثروته ” 34 مليار دولار”.
ويترأس الصندوق رجل الأعمال الأمريكي ” بول سينغر” والذي دفعه ابنه “أندرو” للاستحواذ على النادي الإيطالي وعدم بيعه لمستثمر أخر وأن يستمر هذا الصندوق المالي في إدارة ميلان بعد أن كان الممول للمالك السابق الصيني “هونغ يونغ لي”.
وكان يشترط على “هونغ يونغ لي” في حال عدم تسديده لقروض تمويل شراء النادي في مواعيد متلاحقة ومترتبة متتالية أن يؤول النادي الإيطالي إلى الصندوق وهو ما تم قبل أسبوعين فعلا وأصبح “إيه سي ميلان” ناديا مملوكا للصندوق المالي الأمريكي.
هذا الأخير يعلم جيدا أن ميلان ضمن أفضل وأعرق الأندية العالمية ورغم تراجع مستوى الفريق في السنوات الخمس الأخيرة فلم تتأثر قيمته التسويقية وكذلك حافظ على مكانة علامته التجارية في كل قارات العالم مما يجعل إدارة الصندوق الأمريكي تفكر جديا في الاستثمار في هذا النادي العتيد وإرجاعه إلى مكانته الطبيعية في التتويجات والمنافسة في جميع الأصعدة الإيطالية المحلية في الدوري والكأس والعودة إلى البطولة المفضلة للروزانيري وهي دوري أبطال أوروبا.
وبدأت فعليا إدارة إليوت في وضع خطة أولية حسب ما جاء في البيان الأول للصندوق بعد استحواذهم على ميلان مفادها إعادة الاستقرار المالي والإداري للفريق بضخ مبلغ يصل إلى 50 مليون دولار في خزانة النادي كدفعة دعم أولى وتسديد كامل ديوان النادي ومن ثم دفع ما يقرب من 150 مليون دولار في سوق الانتقالات الصيفية لتعزيز صفوف الفريق بلاعبين يحتاجهم الفريق للمضي قدما في عودته إلى سابق عهده مع شيئين مهمين جدا نجحت بهما الإدارة الأمريكية كأولى النجاحات على الصعيد الإداري وهما تغييرات جذرية في إدارة الفريق.
والأخبار هنا تتجه لعودة أسطورة النادي “باولو مالديني” ليتولى منصب الإشراف الإداري كأعلى منصب مسير لكرة القدم بالنادي مع الخبير في الإدارة الرياضية “غانديني” بديلا للحالي “فاسوني” والذي تمت إقالته قبل يومين.
حيث أن الأول أي غانديني تولى هذا المنصب من قبل في الميلان مابين أعوام 1993 إلى 1998 وهي فترة من أزهى فترات النادي إداريا ورياضيا.
والأمر الثاني هو أن محاميي النادي بالتعاون مع محاميي الصندوق قاموا بعمل قوي جدا في تمكنهم من نقض حكم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في إبعاد ميلان من خوض منافسات الدوري الأوروبي للموسم الجديد وإقناع المحكمة الرياضية العليا “محكمة CAS ” بجدارة وأحقية ميلان بخوض منافسات الدوري الأوروبي والذي حسمه الفريق على أرض الملعب.
حيث قام فريق الدفاع بتقديم كل مايلزم “لمحكمة CAS ” التي اقتنعت تماما بعرض فريق المحاماة بالأخص في حضور مبعوث من صندوق إليوت والذي دعم بشكل كبير أن تتخذ المحكمة قرارا ينقض قرار الاتحاد الأوروبي ويعيد الفريق للبطولة الأوروبية في ظل الدعم المالي الكبير من الصندوق للفريق وأول ذلك تصفير ديون النادي.
وهذا الأمر كان بمثابة الضمان الملموس والعملي للمحكمة الرياضية العليا بأوروبا مع ما قدمه المحاميين من حرج للمحكمة في أن هناك حالات مشابهة لأندية أخرى ولم يتم معاقبتها ويعد رجوع ميلان إلى أوروبا بحكم هذه المحكمة ضربة قوية للإدارة الجديدة ويعد نجاحاً كبيرا يُرْجِع الكثير من الثقة ويعيد الروح الحقيقية للفريق الأحمر والأسود.
وبعد هذا كله هاهي الإصلاحات والتغييرات في إدارة الفريق الرياضية والفنية بدأت وبشكل سريع حيث تم وبشكل غريب إقالة مسؤول الصفقات “ميرابيللي” وتم إسناد مهمته إلى البرازيلي الدولي سابقا ولاعب ميلان في تسعينات القرن الماضي المهندس “ليوناردو” والذي يبدو أنه متحمس بشكل كبير لمباشرة العمل.
وباشر البرازيلي اتصالاته مع المدرب الإيطالي “كونتي” المقال مؤخرا من تدريب النادي اللندني تشيلسي الإنجليزي ليحل محل المدرب الحالي “رينو غاتوسو” والذي وصل يوم الأمس مع الفريق إلى لوس أنجلوس الأمريكية لإقامة معسكر الإعداد للموسم الجديد.
وكذلك قام ليوناردو ببعض الاتصالات مع وكلاء بعض اللاعبين خصوصا في خط الهجوم في خطوات أولية لجلب مهاجمين من الصف الأول يحتاجهم ميلان جداً، هذه التغييرات والتطورات التي تحدث بشكل يومي وسريع داخل أسوار الميلانيللو وعلى جميع الأصعدة “ملكية ومالية وإدارية وفنية و رياضية” تفتح الباب على مصراعيه للمارد الإيطالي ليكون على موعد حاسم بعهد جديد من التألق والانتصارات وأكيد التتويجات .. ننتظر ونرى !