منهج داعش سرت : تخمير،تنقيب،فصل،اعتقالات، جلد، وقطع رؤوس
تنشر 218 هنا رسالة كما وصلتها من مواطن موثوق من داخل سرت يسرد فيها بعفوية وحسرة وألم ما يحدث داخل تلك المدينة شبه المنسية من الجميع، متروكة لمواجهة قدرها الظالم وحيدة دون سند او عون.
تنظيم (داعش) الذي يسيطر على مدينة سرت منذ فبراير 2015 بدأ منذ ثلاثة اشهر مضت بفرض قوانين خاصة به داخل المدينة، تضمنت تلك القوانين منع بيع السجائر وإغلاق نقاط بيعها، ومحلات بيع الأشرطة والأقراص المضغوطة، بالإضافة إلى فرض ارتداء النقاب على النساء، ومنع دخولهن المحال التجارية بدونه وبدون محرم، إضافة إلى إلغاء غرف تغيير الملابس في المحلات، وإلغاء بيع الملابس الضيقة الخاصة بالنساء والجلابيب المخصّرة.
وفرض التنظيم وجود امرأة في المحال الخاصة ببيع الملابس النسائية، وعدم عرض أية سلعة تحتوي على صورة امرأة، وإلغاء الرموز مثل رمز الصيدليات (الأفعى والكأس).
وهناك عقوبة لكل من يرتكب خطأ، أو ما يسمونه المجاهرة بالذنب، مثل التدخين في شوارع المسلمين، وسماع الموسيقى والتجوال أثناء أوقات الصلاة، أو فتح المحال أثناء أوقات الصلاة، أما العقوبة فهي السجن ثلاثة أيام للاستتابة والجلد 30 جلدة.
كل هذا يحدث في مقر ديوان الحسبة بوسط مدينة سرت بمقر روضة الأطفال التي يسيطر عليها التنظيم بشارع دبي، وهناك سيارات تتجول باستمرار في شوارع المدينة، تابعةٌ لديوان الحسبة وتقوم بالمناداة للصلاة وإغلاق المحلات، إضافة إلى إيقاف أي شخص يخرجُ مع بناته أو زوجته أو أمه دون لبس الخمار، حيث يصادر كتيب السيارة ويحضر إلى مقر ديوان الحسبة لإجباره على التوقيع على تعهد بعدم تجوال الإناث من عائلته بدون الخمار.
وتم فرض العديد من القوانين عندما بدأ عمل ما يسمى الشرطة الإسلامية مؤخرا، حيث قطعت الاتصالات بالكامل منذ 23 أغسطس الماضي، وأغلقت المصارف وأعلن عن ضرورة تقدم موظفي المصارف للاستتابة، وتتم مصادرة أرزاق ومنازل المواطنين إذا لم يتقدموا للاستتابة.
وهناك حملة اعتقالات واسعة ضد المتطوعين سابقا مع نظام القذافي اثناء احداث الثورة في فبراير 2011.
أما عن التربية والتعليم بالمدينة، فهناك عدة شروط فرضها داعش منها: إلغاء مادة التربية الوطنية من المنهج، وفرض الحجاب من الفصل الاول ابتدائي إلى الفصل السادس، ومن الفصل الأول اعدادي فرض الخمار إلى آخر العمر.
بشكل عام هناك قلق عام يسود أهالي مدينة سرت، لعدم وضوح ما يدور داخل المدينة، وانعدام التصريحات من قبل المسؤولين، أو التغطية الإعلامية لما يحدث داخل المدينة من معاناة منذ شهور عدة، من انتهاك فاضح لحقوق الإنسان، وغياب الخدمات الإنسانية، ونقص حاد في كافة الاحتياجات الاساسية كالخبز والوقود وغاز الطهي. إنها المأساة بعينها التي يعيشها أهالي سرت، ولا يمكنهم حتى طلب النجدة من أي كان، في ظل غياب كامل للدولة في شرق البلاد وغربها.