مناورات إيطالية لإنقاذ مقعدها في ليبيا
218 | تقرير
بعد إبعادها عن المشهد لأشهر باتت روما تكثف بشكل واضح جهودها للعودة إلى ليبيا التي تعتبر أكبر حلفائها في البحر المتوسط، بعد أن زادت اجتماعات رئيس وزرائها جوزيبي كونتي مع ألمانيا التي تصدرت المشهد بمؤتمر برلين المنتظر لتسحب البساط من باريس وروما، إلا أن جهود كونتي لم ينتج عنها خلق أي دور لبلاده في المؤتمر بل زاد من حرص المبعوث الأممي إلى ليبيا وألمانيا من السماح لأي دولة أخرى بالتدخل في المؤتمر.
وساهم وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أيضا في جهود روما، فقد برزت تصريحاته في كل مناسبة تقريبا محذرا من تأزم الأوضاع في ليبيا والتأكيد على دعم بلاده للحل السلمي في ليبيا، وصولا إلى زيارته الأولى إلى ليبيا منذ استلامه منصبه في سبتمبر الماضي ليلتقي مع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لبحث ملف الأزمة والتأكيد مجددا على أهمية الحل السلمي.
ويضاف فشل آخر لإيطاليا في ليبيا بعد تجديدها لاتفاقية مكافحة الهجرة غير القانونية مع ليبيا التي تقدم روما بناء عليها دعما لجهاز خفر السواحل الليبي، مهملين بذلك ممارسة الدبلوماسية وتغيير سياستها الخارجية التي اقتصرت على دعم فصائل وأطراف متورطة في تجارة تهريب البشر، وهو ما انتقدته منظمات حقوقية عديدة حول العالم إضافة للمنظمات غير الحكومية العاملة على إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط .
وأشعلت اتفاقية تركيا مع حكومة الوفاق الأخيرة أجراس الإنذارات في روما بعد غيابها عن أي تحركات على الأرض، لتدين الاتفاقية وتعلن عن مناورات عسكرية في شرق المتوسط إضافة لمناورات دبلوماسية أوروبية وإقليمية لتعود من جديد إلى فرض نفسها على المشهد الليبي الذي اكتظ مؤخرا بالأطراف الخارجية الساعية لإشباع شهوة مصالحها الخاصة في ليبيا، فهل ستتمكن روما من الانتصار على واشنطن موسكو وأنقرة وغريمتها الأبدية باريس …. لا شك أن 2020 يحمل الإجابة.