من يُسهِل ترحيل المهاجرين؟
رغم وجود جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في كل المدن الليبية إلا أن تدفق المهاجرين إلى البلاد ما يزال متواصلا بوتيرة عالية، وكأن يدا خفية تسهل لهم عمليات الدخول والتنقل مقابل حفنة من الأموال.
دقائق معدودة حولت رحلة البحث عن الحياة إلى موت جماعي، أكثر من 150 مهاجرا جلهم من الجنسيات الإفريقية لقوا حتفهم غرقا في المتوسط بعد أن فروا من جحيم الحياة في بلدانهم التي أنهكتها المعارك والمجاعات.
يدخلون ليبيا من كل حدب وصوب، يتنقلون عبر صحرائها عن طريق سيارات شحن كبيرة يقودها ليبييون باعوا ضميرهم، فهم يعرفون أنهم ينقلون أجسادا سيبتلعها البحر خلال أيام.
لا حسيب ولا رقيب على كل منافذ الدولة، فإما أن تكون لعصابات الهجرة قدرة خارقة في التنقل دون أن يراهم أحد، أو أن مسؤولين من الدولة تورطوا في هذه الجريمة مقابل حفنة من الدولارات.
ورغم أن جل المهاجرين يعبرون البحر من أغلب سواحل ليبيا الغربية إلا أن الطريق التي أتت بهولاء المهاجرين إلى ليبيا سالكة من كل حدودها خصوصا المنطقة الجنوبية.
أجهزة لمكافحة الهجرة هنا وهناك، ومبالغ تصرف فقط على الورق وتذهب إلى جيوب القطط السمان، ويبقى المهاجرون هم الضحية حيث أنهم قد يدفعون أموالا ولا يعبرون، أو يدفعون أعمارهم ثمنا لبحثهم عن العيش الكريم.