من كوبلر إلى سلامة: “معادلة الجيش” تتدخل.. و “شبه وحيد”
218TV.net خاص
يتهيأ المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة للدخول تدريجيا إلى حقل الألغام الليبي في ظل توفر معطى جديدا دخل واجهة الأحداث، بعد أن تمكن الجيش الوطني من إنجاز هدف تحرير بنغازي ، إذ حورب هذا الجيش – سرا وعلنا- من قِبَل المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا مارتن كوبلر، وكان الجيش الوطني في آخر سلم أولويات كوبلر الذي لوحظ مرارا ميله إلى جهات سياسية ليبية لا تنظر “نظرة ود أو ثناء” إلى تضحيات الجيش الوطني.
المعطى الجديد يؤكد لأطراف دولية عدة تبدأ عند الأمم المتحدة، وتمر بإيطاليا ولا تتوقف عند “ضُبّاط الإيقاع العالمي” أن الجيش الوطني صار لديه “قدرة ضاربة” على إنجاز أهداف عسكرية ضخمة من طراز “استعادة مدن” كما حصل مؤخرا في بنغازي، فيما يُرجح أن يكون للمبعوث الأممي الجديد الذي بدأ يجري “اتصالات صامتة” بأطراف ليبية موقفا مستجدا من الجيش الوطني، وقد لا يكون مُستغربا أن يكون الموقف الأممي المستجد “مؤيدا” للجيش وأركانه وخططه.
تقول أوساط ليبية مُواكِبة أن مدينة الموصل العراقية احتاج تحريرها إلى حملة عسكرية دولية برا وجوا مع طلعات جوية مكثفة على مدار الساعة، إضافة إلى قوات نظامية وأخرى “رديفة ومُسانِدة يُقدّر عددها بعشرات الآلاف في ظل فتح خزائن الأسلحة داخل وخارج العراق، ورغم هذا الزخم العسكري، إلا أن التحرير احتاج نحو 9 أشهر، وهو يُخالِف تماما ما حصل في بنغازي التي قاتل الجيش فيها في “ظروف مأساوية”، وفي ظل “حصار أسلحة”، وعمليات جوية مارست الحد الأدنى من دورها المرسوم، بسبب قِدم الطائرات وتهالكها، حيث تفرض الأمم المتحدة حظرا على السلاح إلى ليبيا.
تلفت الأوساط الليبية إلى أن هذه المقارنة بين الموصل وبنغازي سيكون لها حساباتها المختلفة في الأسابيع المقبلة، وفي ظل رعاية المبعوث الجديد إلى ليبيا، فالجيش كان معادلة صعبة في الميدان كان يصعب تجاهلها أو القفز فوقها، لكن بنغازي اليوم أهدت للجيش “معادلة ذهبية” فهو صار أقوى سياسياً ودبلوماسيا.
وفي ظل الترقب الليبي للمشهد الداخلي، يحلو لظرفاء القول إن “التشابه الوحيد” الذي يمكن رصده في المرحلة المقبلة بين كوبلر وسلامة هو الوفاء ل”تويتر” فكلاهما انحازا للتعبير عن آرائهما على هذا الموقع، فهناك صفحة لسلامة على “فيسبوك” لكنها لم تكن فعالة قبل تعيينه في ليبيا، فيما ينشط منذ سنوات عبر “تغريدات سياسية”.