من طبرق، دار السلام.. منها السلام وإليكم السلام
إبراهيم قرادة
بعد 13 ساعة من الرحلة البرية وصلت لطبرق، ما شدني وأرغب في مشاركته هو بعض من مقتطفات الحديث مع سائق السيارة التي نقلتتي من الحدود الليبية المصرية إلى طبرق.
وصلت الحدود مع حلول المغرب، كنت تائها حائرا ومرتبكا مع بعض التوجس، تقدم مني شخص ثلاثيني عارضا إيصالي لطبرق لقاء مبلغ معين. فوافقت بعد تردد.
وما إن أتممت إجراءات السفر، إلا وكان الظلام هو السيد. انطلقنا في رحلة ال 140 كم نحو طبرق.
لاحظ السائق ارتباكي، فسألني: أنا من امساعد (المدينة الحدودية)، وعليك الأمان ، وما تخافش!
أجبته:لست خائفا، بل حائرا، وإنني إن كنت خائفا أو جبانا لما أتيت ولما قررت السفر برا لوحدي بدون رفيق.
– سألني يا خوي: منين؟
قلته: له جبالي من يفرن وطرابلس- مع بعض الشرح.
قال: أهلا بك يا خوي أنت في وطنك. وشنو رايك تتعشى معنا في امساعد.
قلت: شكرا، الله يبارك فيك
لاحظ السائق استمرار ارتباكي. فوقف في الطريق أمام مقهى ثم محل، وطلب قهوة ثم ماء. في لفتة لطمأنتي وإظهار معرفة الناس به. وفعلا نجح بذكاء احتماعي ملفت.
سألتي السائق: أنت يا طرابلسي، علاش جاي لطبرق والشرق؟
قلت: لأنها ليبيا، وعلى خاطر ليبيا. وأن هذه الرحلة تذكرني بدخولي لبرقة وبنغازي برا قبل وأثناء “الرتل” في 2011.
– أضاف السائق: كلها وطنك وكلنا أهلك.. وأنت يا طرابلسي أقرب لي، وأنت زيك زي اللي من بنغازي وامساعد.. رغم أنني لم أزر طرابلس لحد الآن. وما تخافش راهو برقة وطرابلس خوت موش أولاد عم . صح خوك تعليمه بسيط ولكن ليبيا ما عليها كلام بكل.
وصلت للفندق مقر إقامتي وأصر السائق على عدم أخذ الأجرة، لدرجة أنني وضعت المبلغ على كرسي السيارة.
رحلة طويلة سادها ظلام الليل أنارها ليبي، واكتمل نورها بضياء طبرق المتوهج بكرم ونخوة أهلنا في برقة.
وفي طبرق، دار السلام، كان السلام، واللقاء من أجل السلام في ليبيا من كل أرجاء ليبيا، الناشدة والمتعطشة للسلام.
ومن دار السلام، سلام عليك ولك يا ليبيا