من المستفيد من عرقلة “انتخابات ديسمبر” في ليبيا؟
تيارات سياسية بالأخص في الغرب الليبي ترفض انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب، ومع كسر حاجز المائتي يوم المتبقية على الانتخابات لا يظهر أن هنالك حسماً لهذه المسألة.
هل تخشى التيارات السياسية في الغرب الليبي من موعد الرابع والعشرين من ديسمبر؟ يطرح هذا السؤال في كل مرة تسمع فيها آراء متحفظة على الموعد المنشود ، وترى فيه لحظة مناسبة للهروب بالسلطة وإخراجها من المسار الذي كانت عليه لسنوات.
من الآراء البارزة كان ما صرح به رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري حين قال إنهم داخل المجلس يتخوفون من إيجاد قاعدة تعطي الرئيس صلاحيات واسعة مع عدم قبول أحد أطراف النزاع بنتائج الانتخابات وبالتالي قد يتولّد صراع أقوى وأشد من الصراع الأول.
حديث المشري يوم أمس كان مشابهاً في مضمونه لحديث جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي ومعهم شخصيات تدور معهم في ذات الفلك منذ سنوات ، فعبدالرحمن السويحلي عضو مجلس النواب والمؤتمر الوطني السابق وعضو ملتقى الحوار الحالي يتشارك والقائلين بهذا الرأي نفس القناعة ، ويسأل عن الضمانات الحقيقية لقبول نتائج الانتخابات سواء كانت رئاسية أم برلمانية ذاكراً أسماء بعينها يبدو أنها تثير القلق كالمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني ويقول إن هناك قوى مسلحة وغير مسلحة لن تقبل بالأمر.
عدم وجود الضمانات، والخوف من صلاحيات الرئيس ، سببان واضحان يبرزان في حديث الرافضين للانتخابات والمطالبين بتأطيرها حيث يتم تغليف السبيين بالمطالبة المضادة أو العكسية لمسألة الاستفتاء على مسودة مشروع الدستور.
وبين المطالبة الشعبية الكبيرة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية من القواعد الشعبية وبين المطالبة السياسية الضيقة بالاستفتاء على مشروع الدستور لا يظهر أن ثمة حسماً لهذه المسألة ، وهذا ما يزيد الثقل ثقلاً خصوصاً وأنه قد تم كسر حاجز المائتي يوم المتبقية على موعد الرابع والعشرين من ديسمبر.