ملخص حدث One More Thing لأبل
بالفترة الماضية قامت أبل بتقديم كوكبة عملاقة من المنتجات الجديدة للسوق، وليس فقط على صعيد الهارد وير، بل أيضًا على السوفت وير. بعض وعودها لم تكن ذات تأثير كبير على الناس نظرًا لتنفيذها في وقتٍ لاحق، لكن هذا كان من الماضي، الآن أتى هذا الوقت اللاحق، وأخيرًا ترفع أبل الستار عن معالجها الجديد لأجهزة الماك، والذي سيُشكل المستقبل الفعلي لها.
تعريف بشريحة M1 الجديدة
أصرَّت أبل في بداية حدث One More Thing أن تؤكد على أن امتزاج الهارد وير بالسوفت وير ضروري وحتمي، ويرفع من كفاءة المنتج ككل مع الوقت. ولذلك حاولت الشركة تطوير شريحة خاصة بها تحت عنوان M1، وهي شريحة سيليكون مشابهة بدرجة كبيرة لتلك الموجودة في الآيباد والآيفون، لكن أقوى بكثير من حيث التأثير، بالطبع نظرًا لكونها موجودة في حواسيب شخصية توفر على المستخدم ساعات وساعات من العمل الشاق مقارنة بحواسيب مكتبية عملاقة.
تأتي الشرحية بمعمارية 5 نانو متر فقط، وبإجمالي 16 مليار ترانزيستور، بجانب قوة معالجة مركزية 8 أنوية، ومعالجة رسومية 8 أنوية أيضًا. لكن المميز في المركزية هو أنها مقسمة لـ 4 و 4 من حيث الوظيفة. أول 4 تُسمى معالجات الأداء، وتهتم بالمهام المعقدة للغاية، وثاني 4 تُسمى معالجات الكفاءة، وتهتم بالمهام غير المعقدة؛ حتى تترك المعقدة للأربعة الأولى.
هذا كله يساعد على تسريع نمط العمل، وكذلك توفير الطاقة، حيث تُعطينا الشريحة مرتين قدرة أعلى، مع ربع استهلاك الطاقة مقارنة بالحواسيب المحمولة الأخرى. أما من حيث قوة معالجة الرسوميات، فأيضًا القوة الضعف، لكن هذه المرة مع 1/3 استهلاك الطاقة مقارنة بالمنافسين. علمًا أن تلك الأرقام مُقاسة عند المقارنة مع منافسين لديهم معالجة رسومية افتراضية، وليست معالجة خارجية من AMD أو نيفيديا.
أخيرًا نظام Big Sur يطفو على السطح
بعد استعراض الهارد وير، يأتي السوفت وير بالطبع في حدث One More Thing لهذا الشهر. وبالفعل أخذت أبل في استعراض نظام تشغيل Big Sur الجديد الخاص بها، والذي أعلنت عنه في مؤتمر المطورين الماضي.
هنا نتدارك أنه أسرع 1.9 مرة من حيث التفاعلية مع النقرات، و1.5 مرة من حيث سرعة قراءة سكريبتات جافا. يستطيع النظام التعامل مع الأعمال ثلاثية الأبعاد وتعديل الفيديوهات الخام بسهولة شديدة على جودة 6K، وذلك لاستخدام أبل لنفس الإنكودر في أكثر من جهة بداخل النظام.
بجانب ضبط العديد من أكواد وآليات الأمان في البنية الأساسية للنظام، وأيضًا وضع أوامر أوتوماتيكية تبدل بين أنوية الأداء وأنوية الكفاءة بسهولة لضمان أعلى قدرة معالجة مركزية ممكنة. وبالطبع تم ضبط العديد من تطبيقات الآيفون والآيباد لتعمل على النظام، وعلى رأسها جاراج بانك وآي موفي.
النقلة الكبيرة للنظام كانت نوعين من البرمجيات، الأول هو (التطبيقات العالمية) والثاني هو (تطبيقات روزيتا). العالمية هي عبارة عن برمجيات يمكن تحميلها من الويب أو المتجر الرسمي، وتكون مصنوعة بطريقة تعمل على الماك والحاسوب سويًّا، أما تطبيقات روزيتا فهي برمجيات مبنية في الأساس لمعالجات بمعماريات إنتل المختلفة، لكن يمكن نقلها للماك عن طريق النسخة الثانية من توليفة Rosetta.
والجدير بالذكر أن روزيتا مجرد حل مؤقت حتى تتم النقلة بالكامل على أكثر من سنة، وأبرز البرمجيات المتاحة خلال شهر هي Adobe Lightroom والمتاحة على مطلع 2021 هي Adobe Photoshop.
ثلاثة ماكات تصرخ بالفخامة والأداء
أخيرًا نشهد بداية النقلة الحقيقية في عالم أجهزة أبل ذات القدرات الضخمة، أعلنت أبل في حدث One More Thing عن إصدار ثلاثة أجهزة جديدة تعمل بشريحة M1 ونظام تشغيل بيغ سير، وانتقاء أبل لتلك الموديلات بالتحديد يجعلك تدرك فعلًا أن اهتمامها بالجمهور صاحب الميزانية المحدودة بات مرتفعًا في الأعوام الأخيرة؛ وبشدة.
الـ MacBook Air
بفضل قوة الهارد وير والسوفت وير يقدم الماك بوك الجديد 3.5 مرة تعديل صور أسرع، وسهولة شديدة في التعامل مع فيديوهات الـ 4K بمعدل 5 مرات أقوى من الموديل السابق.
كما أنه أسرع بنسبة 98% من أفضل لابتوب مبيعًا في 2019، ويحتوي على SSD أسرع الضعف، وبطارية توفر 15 ساعة من التصفح و18 ساعة من الفيديو، أي 6 ساعات أفضل من السابق. كل هذا لا يستلزم نظام تبريد، فيأتي الحاسوب خفيفًا وصغيرًا كما المعتاد، وبنفس السعر أيضًا؛ 999 دولارا لأقل موديل.
الـ MacBook Pro
التحديث هذه المرة يأتي لنسخة الـ 13 بوصة من الجهاز فقط، لكن مع نقلة نوعية بدون شك. 2.8 مرة أداء معالجة أعلى، 5 مرات أداء جرافيك أعلى، وأسرع 3 مرات من أعلى لابتوب قائم بنظام ويندوز مبيعًا في 2019.
يستطيع التعامل مع فيديوهات 8K بسهولة شديدة، ويقدم 17 ساعة تصفح، 20 ساعة فيديوهات، و10 ساعات استخدام أطول من السابق، بجانب مايك مُحسن وقدرة معالجة مقاطع الكاميرا أفضل. وبالطبع نظرًا للقدرات الهائلة، يأتي الماك بوك برو بنظام تبريد هوائي معتاد.
الـ Mac Mini
عودة لاهتمام أبل بالمستخدم صاحب الميزانية المحدودة، وأيضًا نظرًا لتهميش الماك ميني كثيرًا في الأعوام الماضية؛ تحديث السيليكون بالنسبة له بمثابة قبلة الحياة فعلًا.
الجهاز موجه هذه المرة للمبرمجين تحديدًا، حيث يقدم قوة كومبايلينج للأكواد البرمجية أسرع 3 مرات من الموديل الماضي، بجانب قدرة معالجة رسومية أقوى 6 مرات مقارنة بنفس الموديل، ويسمح بالتعامل مع مكتبة Unity لصناعة الألعاب بشكلٍ أفضل. أما من حيث الحجم فهو 1/10 من حجم الحاسوب المكتبي العادي، و10 مرات أقوى من أعلى الحواسيب مبيعًا في الفترة الماضية.
نظرًا لقيامه بمهام أقوى من الماك بوك آير، ومشابهة للماك بوك برو أيضًا، فبالتالي بديهيّ أن يأتي بنظام تبريد هوائي بالرغم من استخدام شريحة سيليكون. لكن سعره هو المفاجأة، أتى بـ 699 دولارا لأقل موديل، أي 100 دولار أقل من الموديل السابق الذي أتى بـ 799. شريحة أقوى، نظام تشغيل أفضل، وبسعر أقل؛ صفقة ذهبية فعلًا.
يمكن طلب الأجهزة الجديدة من الموقع الرسمي بداية من 10 نوفمبر 2020، وستكون متاحة للشحن بداية من الأسبوع القادم، أما بالنسبة للبيغ سير فيصدر في هيئة تحديث ضخم في 12 نوفمبر.
أتى في نهاية العرض رجل يمثل الحاسوب المكتبي المعهود ويقول بلهجة ساخرة إن التطور التكنولوجي لا فائدة منه، كناية عن المتشبثين بأجهزتهم القديمة والقائلين إن التطور التكنولوجي فاق الحدود وغير ضروري. سخرت أبل من تلك الشخصية عبر جعلها تجري في مكانها دون فائدة، في دلالة على أن السرعة فعلًا مهمة، وأن حواسيب ويندوز في خطر.