ملتقى وطني بامتياز.. في ملعب الطيب المهيري
218| خاص
لم تكن دقائق المباراة لافتة في الملعب كما في المدرجات، ولسنا في وارد التوقف عند ماحدث على المستطيل الأخضر كثيرا، بقدر ما أن مشهدا عظيما ارتسم في مدرجات ملعب الطيب المهيري هُناك في تونس حيث وقف الليبيون خلف الفُرسان وهتفوا بنشيد الاستقلال “يا بلادي” وأظهروا عبر شعاراتهم التمسّك بالوطن والوطنية في موقف هو أشبه بملتقى وطني وحّد القلوب وأظهر التفافة عجزت الأوساط السياسية عن مجاراتها.
(ياناس تعبنا – نبو ملعبنا)
مايزيد أو ينقص بقليل عن عشرة آلاف ليبي متّقد بالحماس هزوا الملعب بهذه الكلمات التي تقف حروف اللغة أمامها ويعجز من تلاعبوا بمصير البلد عن فهمها، وإدراك ماتكبده هؤلاء من عناء ومشاق السفر إلى تونس في مشهد لم نسمع أنه حدث بالمنطقة بأسرها “امتلاء ملعب دولة جارة بجمهور غير جمهورها “
أنقذوا وطنا لم تبق فيه إلا كرة القدم
لم ينس “حاملوا مستقبل ليبيا” التعبير عمّا يجول في خاطرهم، لذلك رفعوا لوحة ضخمة ليراها كل العالم كُتب عليها “أنقذوا وطنا لم يتبق فيه إلا كرة القدم.. حفظ الله ليبيا”.. عبارة تكشف مرارة وقهرا وضيقا، لكن مع “فُسحة أمل” بأن ترسم كرة القدم البسمة من جديد على وجوههم.
ومع أن “فرسان المتوسط” فقدوا فرصتهم بالتأهل، إلا أن شباب ليبيا حققوا مكاسب لا تُحصى، فقد أتموا ملتقاهم ووضعوا على الطاولة اسم ليبيا فقط، واتفقوا فورا على البنود وصاغوا رسالة وطنية وبيانا ختاميا مدويا يُلخّص أن الوطن وكل من يمثله في القلب.
جمهور راقٍ بعلامة فارقة
وبعد كل تلك الدروس والرسائل المطيرة لكل من به عقل، ضرب الجمهور الرياضي موعدا مع الروح المعنوية الكبيرة، ولم تسجل أي خروقات أمنية، وعادت الحافلات بسلاسة وإنسيابية رغم خيبة الأمل وظل المؤشر الأبرز – أن جيل الشباب هو “مُفتاح الحل” بعيدا عن حسابات السياسيين والمسؤولين ومن يقف وراءهم.