مقترح عشماوي لحل الأزمة الليبية
حمزة جبودة
فايز السراج منهمك في تعديلاته الوزارية، بعد أن ارتاح من كابوس اللواء السابع، وتفرّغ رسميا لبناء الدولة في ليبيا، ومعه ما تبقّى من رئاسي الوفاق، دون أن يخبرنا عن كيفية البناء، هل ستكون في بوستّة، أم في حدود مطار معيتيقة، أم في ليبيا كلّها؟!
بالقرب منه في طرابلس؛ يعمل المجلس الأعلى للدولة مع البرلمان، لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين. كلّ هذا يحدث وغسان سلامة يراقب المشهد، ويُحاول عبر وسائل الإعلام العربية والغربية، أن يكشف ما يحدث في طرابلس من تلاعب كبير، بإكسسوارات قديمة، وبخطط أصبحت محورا رئيسيا للضحك. وأن يقول كلمته: لا أحد يسيطر على أحد، قادة الجماعات المسلحة في ليبيا هي الحاكم الفعلي، والمجلس الرئاسي حتى اليوم لا يفهم تراتبية المشهد العام في ليبيا.
في الضفّة الأخرى من ليبيا، يُعلن الجيش الوطني إلقاء القبض على “هشام عشماوي”، الاسم الذي سيكشف بعض الحقائق عمّا كان يدور في درنة، وعلاقاته بأطراف سياسيّة، وقادة كتائب مسلحة، ومن يدعمهم في السر. لم يُصدر السراج أيَّ بيان يُبارك فيه هذه الخطوة الإيجابية في معركة ليبيا لا معركة حفتر، لم تتواصل أو تبارك البعثة نفسها ولا رئيسها بهذا الصيد الثمين الذي وقع مذلولا أمام رجال الجيش الوطني. ولا أحد من السياسيين في ليبيا التفت إلى هذا الحدث المهمّ، والذي يُعدُّ الأكثرَ إيجابية في ليبيا مند شهور أو سنوات بالمعنى الصحيح. الكل مشغول بما ستُمطره المرحلة القادمة، لا تهمّ الإصلاحات الاقتصادية، فهي على الورق، لم تطرق أبواب الليبيين بعد، وما زالت محصورة في الندوات واللقاءات والصور التذكارية.
لا يمكن لأيّ تعديل حكومي للوفاق، أو حتى مقترح رئيس ونائبين، أن يُثمر شيئًا في ليبيا، لأنها مُجرّد أختام وبيانات صنعتها أحداث طرابلس الأخيرة، ولم يصنعها الدافع الوطني، والخوف من المجهول، الذي نحن بطبيعة الحال نعيش جزءا منه في الواقع. واللواء السابع لم يخسر معركته الأخيرة بطبيعة الحال، لأنه خرج وفقًا لاتفاق مع الأطراف الفاعلة، دون أن يُكشف لنا نحن الليبيين ما وراء سطور الاتفاق، وهل لها علاقة بتعديلات السراج الأخيرة في حكومته. أم أن الأمر يعدّ صحوة وطنية لا أكثر. نتمنى ذلك على كل حال.
نعود الآن إلى عشماوي، الذي أصبح ورقة جديدة لدى الجيش الوطني، والأهم في هذه الورقة، أنها ليست بيضاء، بل فيها ما يجعل معادلة الواقع السياسي تختلف تمامًا، لأن ثمّة تصريحات لشخصيات سياسية كان لها صوت معارض لدخول الجيش درنة، والأخطر تسويقها لخلوّ المدينة من أيّ إرهابيين. ما يعني أن بعضهم كان على يقين تام، أنّ حقائق ومفاجآت قد تعيد قلب الأوراق، وتهيئة الدولة والبرلمان والرئاسي؛ إن تحدّث عشماوي وقالَ من كان يدعم القاعدة والثوار بالسلاح والمال والدعاء أيضا.