معيتيق بديلاً للسراج.. تقرير يشرح الفُرص والأسباب
سلّط مقال لمدير التحرير في صحيفة “نيو يوروب”، نيكولاس والر، الضوء على نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، وذكر أن الخبراء يعتبرونه بديلاً محتملاً لرئيس المجلس فائز السراج.
معيتيق رجل أعمال وسياسي ليبي، ينحدر من مصراتة، انتُخب رئيساً للوزراء في مايو 2014، من قبل المؤتمر الوطني العام، قبل أن تُسقطه الدائرة الدستورية في المحكمة العليا، ليبقى علي زيدان في منصبه رئيساً للوزراء في ذلك الوقت.
ووفق المقال، فإن معيتيق قد يحل مكان السراج عندما يتخذ الأخير قرار المغادرة، ويُعتقد أن معيتيق على رأس المجلس الرئاسي سيبذل قصارى جهده لتحقيق الاستقرار في الداخل والخارج حتى موعد الانتخابات في ديسمبر 2021.
وذكر الكاتب أن معيتيق يشتهر بأسلوبه الذكي وغير المتحيز، وله علاقات وثيقة مع دوائر الأعمال الليبية، أما بالنسبة لسياسته، فيُنظر إليه على أنه ليبرالي معتدل.
اتصالات دولية
وأشار الكاتب إلى أن معيتيق يُمثل الدولة في الساحة الدولية، وعلى وجه التحديد، شهد ديسمبر 2020 مشاركته في منتدى الحوار المتوسطي الذي يتخذ من روما مقراً له، وأثناء وجوده في إيطاليا، أجرى محادثات مع مجموعة من الشخصيات السياسية، من بينهم وزير الخارجية لويجي دي مايو، ووزير الدفاع لورينزو جويريني، ووزيرة الداخلية لوسيانا لامورجيس، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز، إضافة إلى ذلك، أجرى مداولات مع سياسيين أوروبيين حول حل النزاع.
صفقة مهمة
بصفته نائب رئيس المجلس الرئاسي، يشارك معيتيق بنشاط في عملية السلام الليبية. وفي سبتمبر تفاوض مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، لاستئناف إنتاج النفط الليبي وتشكيل لجنة مشتركة لمراقبة التوزيع العادل لعائدات تصدير النفط، ووفق المقال، فقد كانت الرغبة في بناء جسور مع المشير تستند إلى تقييم معيتيق لما يخدم المصالح الوطنية الليبية وشعبها.
ونقل الكاتب عن معيتيق قوله “بعد سنوات من الصراع، الليبيون هم أول من يدفع الثمن، ويعانون من انقطاع التيار الكهربائي، ومشاكل سعر الصرف، ونقص الضروريات الأساسية … هذه هي أولويتي، ومن هنا كان الإحساس بمبادرتي لتطبيق اتفاقية إحياء إنتاج النفط”.
وعلى الرغم من انتقادات عدد من أعضاء حكومة الوفاق الوطني، إلا أن خطوة معيتيق أثبتت أنها ذكية، لأنها وفرت بداية تشتد الحاجة إليها لاقتصاد البلاد، وخلقت ظروفًا للتنمية المستقرة والمستدامة وقدمت فترة راحة مُرحب بها من الحرب، وقد أتاح ذلك للحكومة الشروع في معالجة المشاكل العاجلة التي تواجه جميع السكان، وفق المقال.
في الوقت نفسه، تبين أن اتفاق معيتيق وحفتر هو الخطوة الأولى نحو توحيد الدولة المنقسمة، مما يُمهد الطريق لتوحيد حراس المنشآت البترولية في نوفمبر 2020. والاتفاق الحالي لتوحيد المؤسسات المالية هو مجرد ثمرة منطقية اتفاق سبتمبر في الدولة الغنية بالنفط.
الاستقرار في ليبيا يفيد الجميع
وأشار الكاتب إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط وإيطاليا على وجه الخصوص ستكون هي المستفيدة من استراتيجية معيتيق الهادفة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في ليبيا. ووسط حالة من عدم اليقين السياسي، يبدو أنه يتمتع باللياقة الكافية ليصبح خليفة السراج كرئيس للمجلس الرئاسي.
وختم نيكولاس والر مقاله بالقول: “إذا مُنح هو أو شخص مثله مزيدًا من السلطة، فمن المرجح أن تكتسب عملية السلام زخمًا جديدًا يتوق إليه جميع الليبيين والمجتمع الدولي منذ فترة طويلة”.