معهد الطب الحيوي السويسري يشارك في عمليات تطوير علاج لفيروس كورونا
يشارك معهد أبحاث الطب الحيوي في مدينة “بيلِّـينزونا” في كانتون تيتشينو جنوب سويسرا، في عمليات تطوير علاج مناعي ضد فيروس كورونا.
وأوضح مدير المختبر وصاحب مبادرة الائتلاف بالمعهد السويسري، لوكا فاراني، خلال حديثه لموقع “سويسرا بالعربي”، في شرحه للعلاج المناعي لجسم الإنسان بقوله: “عندما نصاب بمرض جدري الماء، يحدث ذلك فقط مرة واحدة في حياتنا، حيث ينتج نظام المناعة لدينا أجسامًا مضادة قادرة على هزيمة المرض بمجرد تكراره، وفي حال الإصابة بالفيروس المستجد يتم إنتاج هذه الأجسام المضادة أيضًا، وهي التي تهمنا.”
وأخد فاراني خلال حديثه مِثالا على ذلك، “لنأخذ مثلاً مريضًا قد تعافى من الفيروس المستجد: الأجسام المضادة التي هزمت الفيروس موجودة في جسده، وفكرتنا هي استخدامها كدواء لعلاج شخص آخر لا يزال مريضا.”
وتابع مدير مدير المختبر وصاحب مبادرة الائتلاف بمعهد أبحاث الطب الحيوي بقوله: “لدينا ثلاث طرق مختلفة: تقوم الطريقة الأول على أخذ كمية من الدم من المرضى الذين تم شفاؤهم من وباء كوفيد – 19، واستخراج الأجسام المضادة وإدخالها إلى أجسام المرضى الآخرين، إنها طريقة بسيطة وسريعة، ولكن لها عيوبها، فنحن بحاجة باستمرار إلى من يتبرع بدمه من الذين تم شفاءهم، وتشكل هذه الطريقة نوعا من العلاج الذي لا يزال مستخدماً لأكثر من قرن. فعلى سبيل المثال، تم استخدامها بشكل تجريبي خلال تفشي وباء فيروس إيبولا.”
وعن الطريقة الثانية، أوضح كيفيتها خلال حديثه لموقع “سويسرا بالعربي”: “لدينا أيضاً الطريقة الثانية، التي تعتمد على أخذ أجزاء الأجسام المضادة الموجودة في جسم الشخص الذي تم شفاؤه، وإعادة تركيبها وإعادة بناء الأجسام المضادة الجديدة في المختبر، إنها تقنية تم تطويرها في أوائل التسعينات واليوم هناك العديد من الأدوية في السوق التي تم إنتاجها بهذه الطريقة.”
والطريقة الثالثة، ذكر مدير المختبر السويسري، إنها من اختصاص معهد أبحاث الطب الحيوي، مضيفا: “لا نبحث فيها عن جميع الأجسام المضادة في المريض الذي تمّت معالجته وشفاءه، ولكن فقط عن أفضل تلك الأجسام المضادة، أي تلك التي أثبتت بالفعل قدرتها على هزيمة فيروس كورونا المستجد. بعد ذلك، نعيد إنتاجها اصطناعيا ونقوم باستخدامها كدواء. أما الميزة فهو أنه يُمكننا إنتاجها إلى أجل غير مسمى.”
وعن سؤاله إن كانت الفيروسات قابلة للتغير، أجاب فاراني بقوله: طمثل البكتيريا، يمكن للفيروسات أن تتغيّر بالفعل، ولهذا السبب لا يوجد لدينا دواء واحد لفيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز – سيدا)، وفي حالة الفيروس المستجد، هناك حلّان: إمّا أن نطور مزيجا من اثنين أو ثلاثة أجسام مضادة أو أن ننشئ أجساماً مضادة تسمى “ثنائية الخصوصية”، ويبقى هذا الأخير فعالاً حتى في حالة حدوث طفرات وهو أحد تخصصات مجموعتي البحثية، ولقد قمنا بتطوير أجسام مضادة من هذا النوع بالفعل لدى ظهور وباء فيروس زيكا في عام 2017.”
أما عن أهم معلومة عن المدة التي يكون فيها الدواء جاهزا، أكد مدير المختبر السويسري، لموقع “سويسرا بالعربي”: “بمجرد الانتهاء من تطويره، سنزود مستشفى بافيا بهذه الأجسام المضادة “ثنائية الخصوصية”، والتي بدورها ستجري التجارب الضرورية في المختبر على الفيروسات التي تم جمعها من المرضى. من المفترض أن تصل النتائج العلمية الأولية في غضون 3 إلى 6 أشهر، ولكن الأمر سيستغرق على الأقل عامين، قبل الحصول على دواء معتمد.”
ويشتهر معهد أبحاث الطب الحيوي، على الصعيد العالمي، بعد اكتشافاته في مجال فيروسات الإنفلونزا، والسارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.