مصادر عسكرية تكشف لأول مرة خفايا معركة طرابلس
أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، أن القيادة العامة للجيش الوطني، تعلم تماما، أن معركة الجيش في دخوله للعاصمة ستواجهها تحديات وصعوبات كبيرة منها كون المدينة يسكنها ثلث سكان ليبيا، وهو ما أجبر الجيش على التعامل بحذر في مسألة التقدّم نحو المدينة.
وأوضح المسماري في حديث أجرته معه صحيفة الإهرام المصرية، أن الاشتباكات المسلحة ما تزال مستمرة في الجنوب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي من العاصمة، وهناك تقدّم كبير لقوات الجيش الوطني بشكل عام نحو طرابلس.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني، إلى أن خطتهم تكمن في استدراج الجماعات المسلحة إلى خارج الأحياء السكنية، وهي آلية وصفها بـ”الأرض المفتوحة”، لافتاً إلى أن هذا التكتيك يُحتّم عليهم التراجع في عدة محاور أحيانا، لإعطاء فرصة للمواجهة خارج الأحياء السكنية.
وأضاف المسماري في حديثه، أن خطة الدخول إلى العاصمة تتطلب وقتًا زمنيًا أطول، وذلك للحفاظ على حياة المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، مُؤكداً أن أبرز ما حققه الجيش على الأرض طيلة الفترة الماضية هو جعل الجماعات المسلحة في طرابلس، تنكمش داخل معسكراتها، الأمر الذي جعلهم في مرمى نيران قوات الجيش بشكل مباشر.
محاور عين زارة واليرموك:
وبخصوص محاور القتال، لفت المسماري إلى أن الجيش الوطني، قد نجح في عمل عدة كمائن للقوات التابعة لحكومة الوفاق، في محور عين زارة واليرموك، وطريق المطار، وأن تلك القوات بدأت في الانسحاب من منطقة صلاح الدين إلى منطقة الهضبة.
أوضح المتحدث باسم الجيش الوطني، أن الجهات المختصة التابعة للقيادة العامة، تمكّنت من الحصول على معلومات موثقة بالصوت والصورة، لوجود مقاتلين أجانب في صفوف قوات حكومة الوفاق، إضافة إلى رصد طائرات تابعة لدول أجنبية تقوم بالتصوير وتعمل لصالح الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.
لماذا تأخر دخول الجيش إلى طرابلس؟
أجاب المسماري على سؤال الصحفية، بقوله أن الدخول السريع للعاصمة سيكون ثمنه باهضًا جدا في الأرواح والممتلكات، ولهذا نحن لا نستعجل ذلك، ومع ذلك نجحت قوات الجيش في السيطرة على بعض المواقع الحيوية المحيطة بالعاصمة، وتعمل الآن على محاصرة الجماعات المسلحة في كل الاتجاهات، إلا الاتجاه الشرقي للعاصمة.
اختراق دفاعات قوات الوفاق:
وفي شأن متصل، أكدت مصادر عسكرية لصحيفة الشرق الأوسط، أن قوات الجيش الوطني، نجحت في قصفها المُكثّف لليوم الثاني، من اختراق الدفاعات التابعة لقوات حكومة الوفاق، وتحديدا في محور جنوب العاصمة، بمنطقة صلاح الدين والهيرة والكسارات والسبيعة وبير علاق.
وأشارت المصادر العسكرية، إلى أن معارك شرسة، شهدها محور خلة الفرجان يوم أمس، بعد أن تحرّكت كتيبة “طارق بن زياد” و”اللواء السابع” التابعين للقيادة العامة للجيش الوطني.