مصادر تكشف لـ218 طبيعة التحرك الجزائري قرب الحدود الليبية
علمت 218 من مصدر مطلع أن الجزائر التي تربطها حدود برية طويلة مع ليبيا، اتخذت موقفاً حذِراً من التدخل العسكري في ليبيا بأوامر فرنسية.
وأكدت الحكومة الفرنسية على الجزائر بعدم التدخل عسكريا في الملف الليبي بالتزامن مع التوتر الدولي والإقليمي الذي أحدثه تدخل أنقرة عسكرياً في ليبيا.
وبحسب المصدر، فإن باريس قد جددت مؤخراً مطالبتها للجزائر بالامتناع عن التدخل عسكرياً في ليبيا، على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان.
وتأتي هذه التصريحات في ظل التحركات الأمنية والعسكرية الجزائرية على الحدود مع ليبيا، والتي أكد المصدر في حديثه لـ218 أنها تحركات احترازية تماشياً مع التطورات الأمنية بالمنطقة وتهدف لحماية وتأمين حدود الجزائر فقط.
وما أثار الجدل حول التحركات الأمنية العسكرية للجزائر قرب الحدود مع ليبيا هو موعدها الذي جاء عقب زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى الجزائر منذ نحو 5 أيام، بالتزامن مع زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج رفقة وفد رفيع المستوى.
وأثارت زيارة رئيس المجلس الرئاسي والوزير التركي إلى الجزائر التساؤل حول طبيعة المباحثات التي أُجريت بين الأطراف الثلاث واحتمالية أن تكون أنقرة تبحث عن حليف لها من بين الدول الحدودية مع ليبيا، لتعزيز موقفها المتمسك بالتدخل عسكريا في ليبيا بضوء أخضر حصلت عليه من حكومة الوفاق.
وتسابق تركيا الزمن لتسويق مشروع تدخلها العسكري في ليبيا عبر طمأنة دول جوار ليبيا في مقدمتها تونس والجزائر، واستمالتها لاستعمال أجوائها البرية أو البحرية.
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم قد أكد رفض بلاده لوجود أي قوة أجنبية مهما كانت في ليبيا، مؤكدا في ذات الصدد على “أهمية التوصل إلى توافق بين كل مكونات الشعب الليبي”.
وجدد بوقادوم التأكيد على قناعة بلاده بأن تسوية النزاع في ليبيا مرهون بحل سياسي وسلمي بين الليبيين، معلنا في ذات الوقت عن مبادرات دعم لمثل هذه التسوية، مؤكدا أن “لغة المدفعية ليست هي الحل وإنما الحل يكمن في التشاور بين كافة الليبيين وبمساعدة جميع بلدان الجوار وبالأخص الجزائر”.