مساع أوروبية لحث موسكو على وقف إطلاق النار في أوكرانيا
شهدت الساحة الأوروبية الجمعة تحركات دبلوماسية مباشرة مع روسيا، فقد أعلنت برلين أن المستشار الألماني أولاف شولتس حث الرئيس فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية بينهما على وقف إطلاق النار في أسرع وقت، وتحسين الوضع الإنساني، وإحراز تقدم في البحث عن حل دبلوماسي للصراع، بينما اتهم بوتين، كييف بالمماطلة في المفاوضات، مبديًا استعداده للبحث عن حلول.
وأشارت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، كريستيان هوفمان إلى أن المحادثة الهاتفية التي استغرقت أقل من ساعة بقليل، كانت مكرسة للحرب ومساعي إنهائها، مشددة على أن هدف الحكومة الألمانية هو أن تغير القيادة الروسية سلوكها وتنهي الحرب على الفور، ثم مباشرة البحث عن حل تفاوضي، منوهة بالسعي للاستفادة من كافة صيغ المحادثات والإبقاء عليها حتى يأتي حل دبلوماسي محل هذه الحرب في أسرع وقت ممكن.
ووصف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف المحادثات بين الزعيمين بالصعبة، لكنه شدد على ضرورة مواصلة هذا النوع من الاتصالات، مؤكدًا استعداد الجانب الروسي لمواصلة البحث عن حلول بما يتوافق مع نهجها المعروف القائم على المبادئ والتي تشمل، إعلان أوكرانيا حيادها كدولة، وتعترف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين لوغانسك ودونيتسك شرقي البلاد، وكذلك شبه جزيرة القرم، فيما تعارض كييف، من جانبها، قضية الاعتراف التي تمس سيادتها.
اتصال هاتفي آخر؛ أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمبادرة من الأخير، بحسب بيان للكرملين، بحثا خلاله الأوضاع في أوكرانيا، والمفاوضات الجارية بين موسكو وكييف، حيث تبادلا الآراء حول مستجدات الأوضاع، وتم خلال المكالمة تحديد النهج الرئيسي للجانب الروسي لتطوير الاتفاقات المحتملة.
وذكر الكرملين أن الرئيس بوتين لفت إلى ضرورة الانتباه إلى جرائم الحرب العديدة التي ترتكبها يوميا القوات الأوكرانية والقوميون، ولا سيما القصف الصاروخي والمدفعي المكثف لمدن دونباس.
وللمرة الثانية خلال أسبوعين؛ اجتمع مجلس الأمن أمس، لمناقشة اتهامات روسية لأوكرانيا بتصنيع أسلحة بيولوجية، بدعم من وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، فيما اعتبرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أن موسكو تلجأ إلى نشر دعاية وتضليل وهراء بحسب وصفها لتبرير موقفها.
وبعث السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بوثيقة مطولة للمجلس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول وجود برامج بيولوجية عسكرية في أوكرانيا.
وذكر، في كلمته، أن وزارة الدفاع الروسية تتلقى المزيد والمزيد من المواد وتحلل ذلك، منوهًا بمواصلة إطلاع المجتمع الدولي على هذا النشاط غير القانوني.
ووصفت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد التحرك الروسي بأنه تضليل يائس، بينما اتهمت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد نظيرها الروسي بتعمد نشر خطبة مطولة عن نظريات مؤامرة غريبة.