مزاعم من قيادات الوفاق لربط تدخل أردوغان بالأحداث الجارية
تحاول التشكيلات المسلحة والفصيل السياسي التابع للوفاق توصيف التدخل التركي على أنه ردة فعل لدخول الجيش الوطني إلى العاصمة غير أن الحقيقة تثبت تورط تركيا في دعمها للإسلام السياسي والتشكيلات المسلحة ومنذ سنوات.
وبات من الملاحظ مؤخراً أن جملا تصدر عن مسؤولي حكومة الوفاق وقادة التشكيلات المسلحة بشكل متكرر، مفادها أن التدخل العسكري التركي في ليبيا والزج بالمرتزقة السوريين جاء نصرة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وردة فعل على تدخلات دول أخرى لصالح الجيش، وأن تدخل تركيا في ليبيا تدخل جديد بناء على طلب من الوفاق.
ولكن المراقب عن كثب للشأن المحلي سيلاحظ أن هذا القول قد لا يتطابق مع نوايا الحزب الحاكم في تركيا ودعمه المتواصل منذ سنوات لفصائل الإسلام السياسي عبر توفير الغطاء السياسي والأموال وفتح المجال الجوي للبلد وفتح أراضيه الشاسعة لانتقال المقاتلين من ليبيا وإلى ليبيا.
وبالرجوع بعجلة الزمن قليلا نستذكر ما قامت الأجهزة الأمنية في ميناء الخمس البحري بضبطه خلال ديسمبر 2018 والمتمثل في حاويتين تحتويان على شحنة أسلحة وذخيرة قادمة من تركيا والتي تبين محتواها أثناء إجراءات تفتيشهما العادية بالرصيف.
وهذ الشحنة من الأسلحة المضبوطة سرعان ما تبعتها حادثة أخرى انتشرت هي أيضاً عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تمثلت في ضبط الأجهزة الأمنية شحنة مدرعات في الخامس من فبراير 2019 .
حدثان جاءا قبل يوم الرابع من أبريل بوقت وجيز، أما في الوقت البعيد فلطالما لعبت تركيا دوراً في تعزيز دور التشكيلات المسلحة خاصة ذات الصبغة الإسلاموية ولطالما شبكت خيوطها بشكل متين مع أسماء بارزة عرفت بماضيها المتشدد في الفكر، ما ينسف ادعاءات مسؤولي الوفاق وقادة التشكيلات المسلحة بأن التدخل التركي تدخل حديث وليد، وجاء بناء على طلب رسمي من حكومة الوفاق، وما بات واضحا جليا للمتابعين هو أن التدخلات التركية في ليبيا ليست وليدة الأحداث الحالية ، ولعل خير دليل ذلك تصريحات أردوغان بأن ليبيا هي ميراث الأجداد.