“مرتزق” سوري: جئنا لليبيا من أجل المال.. ولا نعرف حفتر
كشف قائد في “الجيش السوري الحر” المدعوم من تركيا، للصحفية ليندسي سنيل من مجلة “Investigative Journal” البريطانية، تفاصيل تجنيد تركيا للمرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا للقتال في صفوف قوات حكومة الوفاق.
وقال القائد إن كل مقاتل سيحصل على 2000 دولار شهريًا، و100 دولار في سوريا قبل التوجه إلى ليبيا، مضيفا أن جهود التجنيد كانت مركزة بشكل كبير على المناطق في إدلب وحولها، والتي استولت عليها مؤخرًا المعارضة السورية.
وأكد القائد أن حوالي 3000 مقاتل من “الجيش السوري الحر” وصلوا فعلا إلى ليبيا، موضحا أن تركيا تعمل على تجنيد مدنيين فقراء مستعدون للذهاب إلى ليبيا لتغيير واقعهم.
وأجرت “ليندسي سنيل” مقابلة مع “أحمد” وهو اسم مستعار لأحد المرتزقة المتمركزين بمعسكر في طرابلس، وعند سؤاله عن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، قال أحمد “لقد سمعنا (حفتر حفتر حفتر) لكننا لا نعرف من هو ولم نره قط في الأخبار.. ذكر الأتراك اسمه لنا في سوريا، وأخبرونا أننا ذاهبون لمحاربته، لكن لم يهتم أحد حتى قالوا إنه كان هناك 2000 دولار في الشهر للذهاب”.
وكشف أحمد أنه جاء إلى ليبيا للحصول على المال بسبب الوضع في سوريا، ولأن الدولار صعد كثيرا أمام العملة السورية، وقال “بعضنا من حلب، وبعضنا من الغوطة وحمص.. وكلنا نازحون وليس لدينا منازل. وليس لدينا حتى غصن شجرة في سوريا. ولا يزال لدي عائلة لإطعامها”.
ونفى أحمد ما ذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن قادة عسكريين ومستشارين أتراك هم فقط الذين سافروا إلى طرابلس، مؤكدا “هذا غير صحيح هناك جنود أتراك هنا. ليس فقط القادة. يوجد الكثير من الجنود الأتراك، لكن ليس هناك الكثير من السوريين. إنهم يعيشون في مكان منفصل. وهم يعاملوننا بشكل أفضل”.
ولفت “المرتزق” إلى أن جنود أتراك جاءوا للمعسكر الذي يقيم فيه لإحصاء عدد المقاتلين بعد حديث دار بين مقاتلين سوريين بشأن الفرار من المعسكر وإيجاد مهرب لنقلهم إلى إيطاليا، لكن أكد أن هذا لم يحدث في موقعه.
وبعد وقت قصير من وصوله إلى المخيم، قال أحمد إنه كان جزءًا من مجموعة مكونة من 70 شخصًا انقسموا بين القوات البرية والقناصة ومواقع أخرى، وأضاف “لقد كنت في العديد من المعسكرات، والفرق في هذا المعسكر هو أننا لا نتدرب على القتال كالمعتاد لكنهم يقومون بتدريبنا على حروب الشوارع في حرب العصابات، وعلى القتال في الشوارع عن بعد. لكن بالكاد نمسك بالأسلحة. كما لم يتم إطلاع المقاتلين السوريين على الأسلحة التي يمتلكها الجيش الوطني أو أسلوب قتالهم”.
وبشأن مشاركتهم في المعارك الدائرة بضواحي طرابلس، أكد أحمد للصحفية “نحن نأكل فقط ونمارس الرياضة ونجلس في المخيم، ونُمنع من مغادرة المخيم. لقد أحضروا لنا الطعام والسجائر.. ونحصل على 2000 دولار شهريًا ولا نقوم بأي شيء”.