مراجعة Kena: Bridge of Spirits
خاص | أحمد سامي
في صناعة الألعاب، هناك الكثير من العناوين التي حاولت أن تقدم الفانتازيا بصورة مشرفة، وبالفعل نجحت في ذلك، بينما هناك عناوين أخرى فشلت، وبشدة. لكن ماذا عن المشروعات الواعدة التي تعتبر مزيجًا بين كليهما؟ لعبة Kena: Bridge of Spirits ليس من المتوقع أن يتم عملها سلسلة كاملة لتعديل المشاكل البسيطة التي فيها، لكنها لعبة واعدة بالنسبة للاستوديو حديث العهد بالصناعة: Ember Lab.
استطاعت اللعبة تقديم التوليفة الفانتازية المحببة للجميع على مستوى العالم، خصوصًا هواة فانتازيا الأسحار، مع تقديم الحبكة في قالب من السرد السينمائي وأسلوب اللعب المعتمد على الحركة المستمرة والاعتماد شبه-المعدوم على الأزرار المعقدة التي في العادة ما يتم استعمالها في الألعاب الأخرى في نفس التصنيف. اللعبة جيدًا، إنها حقًا جميلة، لكن هل هي كاملة فعلًا؟ أم هناك سقطات؟ وما طبيعة تلك السقطات؟ وهل ستؤثر على تجربة اللعب بشكلٍ ما؟
تدور أحداث القصة في عالم فانتازي تمامًا، وغير مرتبط بعالمنا الواقعي إلا من حيث الجغرافيا والتراكيب البصرية المتعارف عليها في الطبيعة من أشجار وحشائش وبيوت خشبية لأهل الغابة، لكن العنصر المميز هو تواجد السحر والأرواح في كل مكان حولك. وبالطبع، الأرواح منها الخيِّر والشرير، ولبطلة اللعبة حكاية كبيرة مع النوع الثاني على وجه التحديد.
إن (كينا) مرشدة أرواح، مهمتها في الحياة هي هداية الأرواح المحبوسة في عالمنا حتى تستطيع الذهاب إلى عالمها الخاص دون مشاكل وتنتهي رسالتها في الأرض. لكن لن تصير لمهمتها فائدة إذا كانت كل الأرواح تذهب إلى عالمها من تلقاء نفسها، أليس كذلك؟
هنا تتعامل الفتاة الشابة مع الأرواح التي باتت شريرة بسبب عدم قدرتها على الولوج إلى عالم الأرواح، واعتقدت أن الأرض ما زالت موطنها، وأن الفتاة ما هي إلا مُعتدية على هذه الأرض، ويجب التصدي لها بأي شكل.
نتعرف في القصة على العديد من الشخصيات اللطيفة والتي كلها تكون إما بشرية فعلًا، أو أرواح غابات. الآن عليك أن تذهب مع كينا في رحلة لتحرير الغابة من الروح الشريرة المتحكمة فيها وتساعدها على الذهاب لعالمها في هدوء من ناحية، وإتاحة الغابة لعيش الأرواح فيها من ناحية أخرى.
اعتمد أسلوب اللعب في Kena: Bridge of Spirits على توفير الكثير من عناصر الكرّ والفرّ على الدوام. فمثلًا يمكن لك القفز، إلقاء التعاويذ من بعيد عن طريق العصا التي تحملها في يدك والتي ورثتها عن والدك الراحل الذي كانت مهمته في الحياة هي هداية الأرواح كذلك، أو إذا كنت من هواة التلاحم المباشر، فقط توجه مباشرة إلى الأعداء وابدأ التعامل معهم في قتالٍ مباشر.
بالرغم من فعالية القتال المباشر، إلا أن القتال عن بعد أمتع وأفضل بمراحل فعلًا، خصوصًا أن القتال المباشر يعرضك للخطر بنسبة كبيرة، كما أن القتال عن بعد من الناحية الأخرى يحتاج إلى تركيز وإلا أصابتك قذائف الأعداء.
لكن هنا تعامل الاستوديو مع هذه المشكلة بذكاء، فبينما تتطور في القصة وتكتسب المهارات وتفتحها من خلال النقاط التي تجمعها أثناء اللعب؛ ستُفتح أمامك قدرة القفز في الهواء والتصويب عن بعد، وهنا سوف يتباطأ الوقت بشكلٍ مثيرٍ للانتباه، حتى تستطيع تسديد الضربة بقوة قبل أن تعود الأوضاع لحالتها الرئيسة سريعًا وتحتاج للكرّ والفرّ من جديد.
وبعيدًا عن الحركة، فإن عالم اللعبة مليء بالقدرات المتنامية، الحركة التي لا بأس بها، وأيضًا متشعبة في الكائنات المتغيرة في الشكل والقدرات كلما تتخطى مرحلة جديدة في القصة وتقفز إلى محور سينمائي جديد.
المشكلة الوحيدة في أسلوب اللعب هو عدم القدرة على الجري، أنت تسير في جميع أرجاء الخريطة شبه-المفتوحة بسرعة واحدة وثابتة ولا تتغير على الإطلاق، لن تستطيع فعل أي شيء سوى القفز حتى تختصر بعض البوصات من الأرض ليس إلا؛ إذا تم وضع آلية جري في اللعبة (ولو كانت أبطأ من الوحوش حتى)، لكانت التجربة أكثر إمتاعًا بكثير. كما أن بعض المهام تكاد تكون متشابهة مع اختلاف الأعداء فقط.
الجرافيك قارب من الوصول إلى مرحلة الكمال، إلا أنه كمال كارتوني بعض الشيء.
الأسلوب الكارتوني في صناعة الألعاب شهير للغاية، وهو أقرب إلى رسوم أنميشن استوديوهات ديزني منه إلى أنميشن الكارتون الأمريكي التقليدي والمعتاد. هذا الأسلوب استطاع جعل اللعبة محببة إلى قلب اللاعب أكثر، حتى بالرغم من احتمالية كونه في حالة مزاجية غير حسنة على الإطلاق.
إن الرسوم الظريفة والمليئة بالألوان في هذه اللعبة قادرة على تحسين الحالة المزاجية جدًا، بالإضافة إلى المشاهد السينمائية المطابقة تمامًا لأسلوب اللعب وجرافيك اللعبة؛ مما لا يخلق فرقًا ملحوظًا بين ما يقدمه الاستوديو لتشجيع اللاعب، ومحتوى اللعب نفسه.
كما أن تصميم الشخصيات من حيث الحركة، الشكل، التفاصيل الدقيقة للوجوه والأطراف، تغير الشخصية مع القتال، كلها فنيّات صغيرة تجعل من الجرافيك ممتازًا بدرجة كبيرة، إلا أن التصميمات بعض الشيء متشابهة بالرغم من اختلاف بيئة كل مرحلة.
فتكرار آلية قتال الأعداء الصغار أمر ممل في الواقع، وعندما يجتمع مع تكرار بعض تفاصيل المهام نفسها؛ تصير اللعبة ككل تكرارية بدرجة ملحوظة مع التقدم في القصة.
موسيقى اللعبة مذهلة جدًا، حتى تلك المقدمة في المقاطع السينمائية. المقطوعات مناسبة للحالات الشعورية التي ظهرت فيها، كما أن الميكساج الصوتي في الانتقال بين المقاطع السينمائية وأسلوب اللعب جيد جدًا ولا يشعرك بأن هناك فترة انتقالية ملحوظة بين كليهما، وبالمجمل الصوتيات حرصت على أن تكون تجربة اللعب متناسقة، لأن العقل يعالج الموسيقى والجرافيك سويًّا، وفي بعض الأحيان ما يكون للموسيقى تأثير أسرع من الجرافيك.
الخلاصة: لعبة Kena: Bridge of Spirits من التجارب المثيرة للاهتمام في صناعة الألعاب بشكلٍ عام، وتدل على أن “الظرافة” بنسبة كبيرة تنجح، حتى وإن كان إيقاع اللعب بطيئًا بعض الشيء، أو فيه تكرار بشكلٍ أو بآخر. القصة جيدة بدرجة كبيرة وذات محاور متتابعة، لكن بها تكرار من حيث بعض التفاصيل مثل وجود شرير يشابه الشرير السابق. أسلوب اللعب ممتع للغاية وهادئ ومليء بالظرافة في كل جانب، إلا أن عدم وجود آلية جري جعل الإيقاع بطيئًا بالإجبار. الجرافيك متوازن ويشعرك بسينما الأنميشن الرائعة، لكن تتشابه فيه بعض تصميمات الوحوش بطريقة مكشوفة. وأخيرًا الصوتيات لا غبار عليها وجعلت التجربة جيدة بشكلٍ عام.
التقييم النهائي : 7/10
[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر عند صدورها في الأسواق]