مراجعة Death Stranding
خاص | رامي العائش
لعبة أستوديو Kojima Productions الجديدة للبلايسيشن 4 تعتبر فكرة جديدة لصناعة عانت كثيراً من تكرار واستهلاك الأفكار القديمة بدلاً من استكشاف جوانب وأفكار جديدة. هناك العديد والعديد من العناصر في Death Stranding بدئاً من طاقم ممثلي هوليود وعالم رائع يحتوي على عناصر خارقة للطبيعة، وأسلوب لعب جديد “التوصيل”، وقصة عميقة ذات طبقات متعددة، وميزة لعب أونلاين اجتماعية جديدة.
في المستقبل القريب سيصبح المجتمع الأمريكي معزولاً ومدمراً، بسبب حادثة كبيرة جلبت إلى عالمنا مخلوقات الـ “BTs” والتي لديها القدرة على التنقل بين عالم الأحياء والأموات، وهم أعداؤك الرئيسيون في اللعبة، وهناك مطر غريب يسمى “Time Fall” يجعل الأشياء تتآكل.
لايزال هناك رئيس للدولة التي أصبح اسمها المدن المتحدة الأمريكية (UCA) وكانت هناك عدة محاولات لإعادة توحيد البلاد ولكنها فشلت بسبب المنظمات الإرهابية. بطل القصة يدعى “Sam” وهو عامل توصيل، ومهماته في اللعبة توصيل الإمدادات بين المستوطنات المعزولة، Sam لديه أدوات تسمى DOOMs وهي فعالة ضد مخلوقات الـ BTs وتسمح له بالعودة من بين الأموات. البشر الآخرون ليسوا محظوظين فإذا توفي شخص بدون حرق جثته فإن الجسم يحدث ما يسمى “Voidout” وهو انفجار يترك حفرة كبيرة.
جزء كبير من وقت اللعب ستحاول به فهم ما يحدث، لما وقعت تلك الحادثة وكيف يمنع البشر وقوع حادثة أخرى؟ إذا كنت معتاداً على أسلوب Hideo Kojima فلن تكون متفاجئاً عند انقلاب الأحداث رأساً على عقب بعد انتهاء أحداث القصة. فالقصة مكتوبة بشكل جيد وكل شخصية لها خلفيتها الخاصة المثيرة للاهتمام، وستكتشف قصة كل شخصية من خلال المقاطع السينمائية الكثيرة. قصة كل شخصية رئيسية في اللعبة سوف تتطور كثيراً خلال الأحداث، وستبقيك أحداث اللعبة في تشوق دائم خلال مدة القصة التي تستغرق من 35 إلى 40 ساعة لإنهائها، مع حضور لشخصيات جديدة يمكن اعتبارها فرعية أثناء الحوارات والمهام.
تقدمك في أحداث القصة يترتب على أسلوب لعبك للمهمات، فعالم اللعبة مترابط بشدة، وكل حدث يقع يترتب عليه نتيجة ترى مدى أثرها في أحداث القصة. أسلوب اللعب، والقصة، وعالم اللعبة يعملون على بناء تجربة متماسكة، مع الحرص على منطقية الأحداث. فاللعبة تشبه قطع البازل، لن تفهمها أبداً وتستمع بها إن لم تربط كل عناصرها معاً، فعناصر اللعبة معاً يشكلون تجربة لعب لم نرَ لها مثيلا من قبل.
Sam يعمل موظف توصيل يقوم بتوصيل الغذاء والمواد والأدوات المختلفة، حتى البشر أحيانا، ويسير وسط أراضي واسعة قاحلة. مهماتك الرئيسية في اللعبة هي التنقل بين مكاتب التوصيل والمستوطنات في أسرع وقت ممكن، ولفعل ذلك يقوم Sam بحمل الطرود، وإن قمت بحمل طرود زائدة فقد تفقد توازنك وتسقط منك الطرود وتتعرض للتلف.
ثقل الطرود التي تحملها يؤثر أيضاً على خفة الحركة وسرعة المشي، خاصة ًعلى التضاريس غير الـمستوية، فسوف تستنفد قدرتك على التحمل عند حمل أشياء ثقيلة لمدة طويلة وستكون حركتك أبطأ. يمكنك استخدام الماسح الضوئي لفحص المناطق المحيطة للابتعاد عن التضاريس الحادة والمياه العميقة. عند العبور خلال مياه عميقة وتسلق مناطق شديدة الانحدار فيجب عليك تثبيت نفسك جيداً حتى لا تجرفك المياه أو تسقط من فوق المنحدرات وتتلف الطرود. خلال القصة سوف تواجه مختلف الأجواء من أمطار وثلوج وعواصف، وستجعل رحلتك أشد صعوبة.
يمكنك تشييد هياكل لتسهيل مهمتك، ولكن يجب أن تكون المنطقة التي ستبني متصلة أولاً بالشبكة ومن أجل فعل ذلك يجب إقناع مستوطني تلك المنطقة بالانضمام إلى الـ”UCA” ويمكنك إقناعهم عبر تـوصيل الطرود بكفاءة والحصول على إعجابهم، مما يُحسن من مستوى اتصال الشبكة.
بمجرد اتصال المنطقة بالشبكة فيمكنك بناء مختلف الهياكل، ويمكنك أيضاً رُؤية واستخدام الهياكل التي بناها اللاعبون الآخرون. كلما زادت المناطق المتصلة بالشبكة ترقيت وزاد حجم الطرود الذي يمكنك حمله، وفي المقابل سوف تزداد صعوبة العقبات لتحقيق أهدافك.
Death Stranding ليست لعبة تقليدية فعند موتك لن ترى كلمة “Game Over” ولكن روحك سوف تعود تحت الماء وسوف تحاول الوصول إلى جسدك الميت من أجل إحيائه. عند قتلك على يد مخلوقات الـBT فإن ذلك سوف يترك حفرة كبيرة مكان مقتلك، وهي غير مؤثرة على الإطلاق، ولكنها تذكرك بفشلك.
عند تقدمك في اللعبة سوف يصبح قتال مخلوقات الـ BTs أسهل، عند طريق قنابل معبأة بدم Sam، وعبر ترقية مهارات التسلل خاصتك، ويجب عليك الانتباه إلى الـBB، فقد يؤدي الإجهاد المفرط أثناء المعركة إلى تعطل قدرته على معرفة مكان المخلوقات الـشريرة، والجدير بالذكر يجب عليك الاستراحة لفترة حتى يستعيد الـBB قدرته مرة ثانية.
عالم اللعبة جميل ورائع ولكنه فارغ، ولكن يمكنك أنت واللاعبون الآخرون ملء ذلك الفراغ عبر بناء مختلف الهياكل من أجل تسهيل مهمات التوصيل، فنظام اللعبة الجماعي هو أحد أفضل عناصر اللعبة، فيمكنك مساعدة أو الحصول على مساعدة من لاعبين آخرين لن تراهم مطلقاً، ولكنك سترى أثارهم التي تركوها في صورة هياكل أو نقاط على الطريق لتسهيل عمليات التوصيل.
برغم إعجابنا بشخصيات القصة وعالم اللعبة، إلا أن تقدمك في القصة يتوقف في بعض الأحيان ويجب عليك القيام بعمليات توصيل أخرى لتتمكن من المضي في القصة، وقبل إيصال مستوطنة جديدة بالشبكة فسيتعين عليك قطع مسافات طويلة من التضاريس الوعرة باستخدام أداوت بدائية حيث إنه لا يمكنك بناء أي شيء حتى الآن، وهذا يجعل المهمات مزعجة.
Death Stranding تتميز كثيراً في أسلوب العرض، فهي تحتوى على موسيقى تصويرية رائعة سترافقك في رحلتك خلال عالم اللعبة، وهي تنجح بسهولة في نقل أجواء اللعبة إليك ومساعدتك على الانغماس أكثر وأكثر بها، والأداء الصوتي للشخصيات أكثر من رائع. وأضف إلى ذلك تصميم العالم الرائع وتصميم الشخصيات المذهل، فاللعبة من أفضل ألعاب هذا العام من ناحية الصوتيات والمرئيات، فهناك قدر مذهل من التفاصيل في الرسوميات، والمشاهد السينمائية واقعية جداً.
على مستوى التمثيل الصوتي فلقد أدت اللعبة عملاً رائعاً، وهذا بفضل الحس الفني والتمثيلي الذي قدمه لنا أهم وجوه السينما، فالحوارات وتفاعل الشخصيات مع بعضها كان أشبه بفيلم حقيقي يشاهد على التلفاز، هذا ونذكر أنّه للأسف لا يوجد دعم الدبلجة العربية، ولقد تم الاكتفاء بالترجمة النصية باستعمال اللغة العربية والابتعاد عن اللهجات العربية، ونحيي سوني على هذا القرار.
ربما يكون عالم اللعبة مليء فقط بالأنهار والجبال والصخور ولكن الإضاءة الممتازة وتفاصيل العالم الواقعية بشدة تجعل من التجول في عالم اللعبة ممتعاً ورائعاً، هناك بعض الأخطاء الرسومية البسيطة في تصميم العالم ولكنها غير مؤثرة إطلاقاً على تجربة اللعب.
رغم أنّ فريق التطوير استعمل محرك تطوير جديد وهو Decima إلا أنّ اللعبة تعمل بسلاسة كبيرة على البلايستيشن 4 برو بمعدل إطارات ثابت، واللعبة خالية من أي هبوط في معدل الإطارات أو أي أخطاء، فطوال أربعين ساعة لعب لم تواجهنا أي مشاكل، وهذا شيء جيد فنحن لا نتذكر آخر مرة لعبنا فيها لعبة كانت خالية من الأخطاء.
الخلاصة :Death Stranding تجربة لا مثيل لها، إنها أول لعبة يعمل كل شيء فيها بسلاسة بدءاً من القصة حتى أسلوب اللعبة كجزء واحد متماسك بدون أي نقاط ضعف، ونظام اللعب الجماعي مميز وجديد. بالإضافة إلى أنّ جميع عناصر اللعبة مُتحدة معاً بطريقة رائعة، لكن ملاحظتنا الوحيدة هي إيقاع اللعب الذي لا يخدم القصة على الإطلاق مع تكرار المهام كم مرّة، وانخفاض مستوى الصعوبة. في الأخير، اللعبة غير موجهة لكل الأذواق.
التقييم النهائي : 8/10
[تم توفير هذه اللعبة من الناشر بعد صدورها في الأسواق]