مجلس الأمن وتقرير الباقر التلفزيوني.. ” الضحك ممنوع”!
“أنتم أصل الإرهاب والهجرة غير القانونية وبيع البشر، أما نحن العالم بريئون منكم لأننا نكافح لأجل أن لا تقربونا، ولذا نحاول أن نُسقط عليكم أيّ اتهام أو ظاهرة سلبية”
هذه هي الحقيقة الخفية، التي تتستّر خلفها بعض الدول الأفريقية والأوروبية، بعد مشاهدتها لتقرير سي إن إن حول بيع البشر في ليبيا، والذي كان بمثابة هدية ثمينة كانت تنتظرها تلك الدول، كي يصبّوا جام غضبهم، ويسقطوا كل ما يحدث في دولهم على ليبيا، وما ملف الإرهاب إلا دليل قاطع، يستخدمه البعض، حين يخجل من الاعتراف بأن رعاياه جزء من المنظومة الإرهابية وجزء كبير في تنظيم داعش.
ولم يقف الحديث عن التقرير بعدها عند الرؤساء والوزراء والشخصيات الاعتبارية، والسفارات الأفريقية التي تناولته بشكل مُريب فحسب، بل وصل إلى مجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلسة خاصة، حول بيع البشر في ليبيا، مُعتمدا على تقرير تلفزيوني، لا على تقارير علمية ودقيقة من مراكز مختصة بملف الهجرة غير القانونية. نُكرر، مجلس الأمن اعتمد في جلسته حول ليبيا على تقرير تلفزيوني.. وتخيّل أن يعقد بعدها هذا المجلس، جلسة طارئة لأن أحدهم كتب على الفيسبوك: التفتوا إلى تاريخ الرق في العالم، وتأملوا من كان يبيع ويشتري البشر، التاريخ حافل بإنجازاتكم..ولسنا عبيدا على كل حال!
لكن كل هذا التباكي الأوروبي والعالمي على المهاجرين على حساب ليبيا وضدها، وتحميلها المسؤولية وحدها، ربما كان ذا فائدة لليبيا والليبيين، وبشكل غير متوقع ولا محسوب، فيبدو فرصة سانحة ومنصة لمناشدة الدول المعنية المعنية بحقوق الإنسان بأن تطالب بجرأة الدول الأفريقية استعادة رعاياها المهاجرين الذين دخلوا ليبيا بطرق غير قانونية،
كما يجري التوظيف الليبي للمسألة من خلال الالتفات للأمم المتحدة بأن تستخدم سلطاتها ومصادر قوتها للطلب من دول العالم أن تستقبل 1300 مهاجر غير قانوني، أغلبهم أفارقة، بسبب المعاملة السيئة “المفترضة” خلال احتجازهم في ظروف معيشية صعبة.
ومع محاولة “نعمة الباقر” بعد حديثها عن تجربتها في إعداد التقرير المُربك عن ليبيا مع فريقها، على قناة سي إن إن ، حاولت أن تقول أن ليبيا بلدا مأساويا وأن التقرير لم يكن مُفبركا، وإنما حقيقة، دون أن تطرح على نفسها، ذات السؤال: كيف نجوت من الوحوش البشرية التي تبيع وتشتري؟.. لن ننتظر الإجابة على كل حال!