مجريسي: لدى إيطاليا “فرصة ثمينة” في ليبيا
رأى الخبير السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، طارق مجريسي، أنه على إيطاليا انتهاز الفرصة لقيادة الدول الأوروبية في التعاطي مع ملف ليبيا، باعتبار أن مصالحها في ليبيا ضخمة ولا تقارن بأي دولة أوروبية أخرى.
ويقول مجريسي إن إيطاليا أدارت مصالحها الخاصة في ليبيا بشكل سيئ من خلال التمسك بسياستها الأخيرة “المساواة” بين المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق، مشيراً إلى أن تقدّمات الوفاق الأخيرة دليل على أن عودة البلاد إلى مسار الدبلوماسية ومبدأ الانتقال السياسي هما القاعدة التي ينبغي على إيطاليا أن تتخذها للتعاطي مع الملف الليبي في حال أرادت إعادة إحياء نفوذها.
ولفت الخبير السياسي إلى أن تعقيدات الصراع في ليبيا لم تتفاقم داخلياً فقط، بل زادت على الصعيد الخارجي من خلال الاتفاقات البحرية الأخيرة بين حكومة الوفاق وتركيا التي ربطت ليبيا بأزمة معقدة أخرى، وهي صراع السيادة شرق البحر الأبيض المتوسط، التي تتطلب قوة أكبر من إيطاليا وحدها لحلها.
لكن هذا التطوّر الجيوسياسي يُشير أيضاً إلى أنه يجب على إيطاليا العمل على تسخير شركائها الأوروبيين في إطار عملية برلين، من خلال اتخاذ خطوات أكثر شمولاً للاتحاد الأوروبي في الحقل الليبي، بحسب مجريسي.
وأضاف: “يجب على إيطاليا اغتنام الفرصة التي تقدمها لها الرئاسة الألمانية الوشيكة لمجلس الاتحاد الأوروبي لبناء نهج جديد ينسق الموقف الأوروبي بشأن ليبيا. وأن تعمل أيضاً على تشكيل نقطة التقاء يمكنها من خلالها- مع الحلفاء- فرض المعايير الدولية على الصراع، وتحقيق وساطة قوية بين المتدخلين الدوليين”.
ورأى الخبير السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن مثل هذا النهج الجديد من شأنه أن يبطل جهود روسيا القائمة لإيجاد دور قوي لها في المنطقة بإطالة أمد الحرب.