متى نظّمت إيطاليا مونديالاً برشوة موسوليني؟
218| خاص
مع تنظيم أول بطولة لكأس العالم في الأروغواي عام 1930 فإن اللعبة قد نالت شهرة واسعة، ومتمددة، فيما البطولة نفسها حظيت باهتمام الشعوب على نحو لافت، رغم صعوبة حضور المنافسات، بسبب صعوبات التنقل وقتذاك، لكن الأجواء الإيجابية، إضافة إلى التنظيم الرائع من جانب السلطات في الأوروغواي دفع الدول إلى الاهتمام باستضافة هذه البطولة لأسباب سياسية واقتصادية، وهو ما اهتدى إليه النظام القمعي في إيطاليا وقتذاك.
الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني طلب من فريقه السياسي بمجرد انتهاء مونديال الأوروغواي التحضير لأن تستضيف بلاده منافسات البطولة التالية، إذ طلب من حكومته أن تُقدّم الأموال والهبات للاتحادات الرياضية حول العالم بحثا عن الدعم لملف الاستضافة، لكن حماسة موسوليني لتنظيم بلاده المونديال اتضح أن خلفها “عامل سياسي”، وليس “رغبة رياضية”، إذ أراد الزعيم الفاشي تلميع صورة نظامه القمعي أمام العالم عبر “منصة رياضية”، وهو هدف نجح به موسوليني جزئيا عندما استضافت بلاده ثاني مونديال يُنظّم في 1934، محاولا تقديم “صورة مدنية” عن “الحكم العسكري القاسي”، علما أن إيطاليا عادت ونظّمت المونديال من جديد عام 1990.
وفي استثناءات محددة لم يخضع تنظيم المونديال منذ أول بطولة له عام 1930 لـ”العامل السياسي”، وحافظ على صورته الرياضية التي تجمع ولا تُفرّق، لكن في محطات عدة جرى رصد “النزعة السياسية” بين المنتخبات، أو عملية التنظيم نفسها، إذ استثني منتخب ألمانيا لمرتين عن المونديال بسبب “الحرب العالمية الثانية”، وباستثناء ذلك لم يغب منتخب “المانشافت” عن نهائيات المونديال.