“ماكرون” في مواجهة التحديات مع انطلاق رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي
قبل مئة يوم من الانتخابات الرئاسية التي تترقبها فرنسا، تبدأ اليوم رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي، لستة أشهر قادمة، مما يضاعف حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون، على المستويين الداخلي والخارجي.
وفي مقدمة هذه التحديات، مواجهة جائحة كوفيد – 19، ومتحورها “أوميكرون”، الذي وصفه وزير الصحة أوليفيه فيران بـ”التسونامي”؛ بعد تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات اليومية، إضافة إلى ترشحه لولاية ثانية، رغم عدم إعلانه رسميًا عن ذلك، غير أن حملته الانتخابية على أهبة الاستعداد للانطلاق، فضلاً عن الأوضاع القلقة التي يعيشها الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن توفر لـ”ماكرون” منصة استثنائية، ليتولى قيادة الدفة الأوروبية، خاصة بوجود الفراغ الذي أحدثه انسحاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من المسرح السياسي، وفي ظل ما يتمتع به من دينامية ورغبة إصلاحية ونزوع أوروبي أثبته خلال فترة مكوثه في قصر الإليزيه، عبر المشاريع والمقترحات التي طرحها أوروبيا.
ويضاف إلى كل ذلك كونه شابًا يلبي طموحات الأجيال الأوروبية الجديدة، وخبرته التي اكتسبها في سنوات رئاسته، ومكنته من تخطي الأزمات التي واجهتها بلاده.
واستبق “ماكرون” موعد الرئاسة الأوروبية، بمؤتمر صحفي عقده منتصف الشهر الفائت، عرض فيه تصوره والمشاريع التي يريد دفعها إلى الأمام خلال الأشهر الستة المقبلة، متضمنة قرابة أربعمئة حدث، موزعين على مختلف المدن الفرنسية وبروكسل، لكن محللين يربطون نجاحه بقدرته على تخطي أزمة “أوميكرون”، التي تذكر بأزمة كوفيد19 التي ساهمت في الإطاحة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب حين عجز عن حلها تمامًا.
وفي إطار طموحاته الأوروبية طرح ماكرون ما أسماها “البوصلة الاستراتيجية” لأوروبا، بهدف تمكينها من ترسيخ استقلاليتها، وتعزيز صناعاتها الدفاعية، وبناء قوة تمكنها من التدخل في الجوار الأوروبي، ويحظى في هذا الجانب بدعم ألماني بصورة خاصة، حيث سبق لوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أن أكدت دعمها الكامل لفرنسا في رئاستها الدورية للتكتل، من أجل إرساء الأسس الصحيحة داخل الاتحاد الأوروبي، بما يحقق انتعاشًا اقتصاديًا دائمًا.
وتتزامن الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي مع الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع التي تبدأ اليوم أيضًا.