ماذا وراء زيارة وزير الدفاع الأميركي للدول المغاربية؟
تقرير
أثارت جولة وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، إلى دول المغرب العربي تساؤلات عدة؛ عن أهدافها وما الذي تريده الولايات المتحدة في الجانب العسكري مع هذه الدول وعلاقتها بالملف الليبي؛ خصوصًا أن جدول زيارة “إسبر” إلى المنطقة لم يشمل ليبيا.
ويقول مراقبون إن اتفاقية التعاون الدفاعي بين “إسبر” ونظيره التونسي، إبراهيم البرتاجي، في الـ 30 من سبتمبر المنصرم تهدف إلى تحويل تونس إلى قاعدة خلفية لـ”البنتاغون” في ليبيا على مدى السنوات الـ 10 المقبلة، وتمكين القيادة الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” من تنسيق عمليات مكافحة الإرهاب على الأراضي الأفريقية لا سيما ليبيا.
وتظهر هذه القراءة من خلال تصريحات “إسبر”، الذي أكد بعد توقيعه الاتفاقية على أهمية التقارب مع تونس كشريك من أجل مواجهة تأزم الوضع في ليبيا.
وقد تطور دور الولايات المتحدة في دعم الجيش التونسي في السنوات الأخيرة خاصة من خلال التدريبات والعتاد لمقاومة الإرهاب وكذلك لحماية حدودها مع الجارة ليبيا حيث الوضع الأمني يزداد تأزمًا مع تواتر التدخلات الأجنبية.
وتدفع التطورات التي تشهدها المنطقة واشنطن نحو البحث عن تعزيز دعمها ووجودها أكثر في تونس التي تعتبرها حليفا مهما منذ العام 2015 دون أن تكون عضوًا في حلف شمال الأطلسي وتقدم لها دعما مع تزايد الوضع تأزما في ليبيا.
وكانت قيادة “أفريكوم” قد أعلنت، في مايو الماضي، عزمها إرسال فرق دعم إلى تونس لمواجهة تأزم الوضع في ليبيا ما أثار انتقادات واسعة، ثم أوضحت “أفريكوم” في بيان ثانٍ أن هذه الفرق ستكون للتدريب المشترك وليس للقتال؛ مما يجعل الاتفاقية المشتركة الجديدة بين واشنطن وتونس بمثابة قاعدة خلفية لعمليات “البنتاغون” في ليبيا، بحسب مراقبين.