ليبيون يسألون: متى يقول السراج.. “أنا فهمتكم”؟
218TV|خاص
لا يتورط الليبيون حتى لحظة كتابة هذا التقرير بـ”تقليد الموجة الثانية من الربيع العربي”، لكنهم حتماً يراكمون الغضب لتنفيسه في وجه طبقة حاكمة أدمنت الإخفاق تلو الآخر على صعد كثيرة، لكنهم يريدون “لحظة تاريخية” يمتلك فيها فايز السراج “الشجاعة السياسية” ليقول لليبيين الذين أرهقهم الصراع السياسي والعسكري، والتردي على صعد كثيرة: “الآن أنا فهمتكم”، وهي “عبارة سحرية” استخدمها الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وهي إشارة سبقت “فراره المفاجئ” من قصر قرطاج، ناجيا بحياته.
يسأل ليبيون غاضبون بعد “ظهور مفاجئ” للرئيسين اللبناني ميشال عون والعراقي برهم صالح، اللذين قالا لشعبيهما كلمات تشبه “الكلمة السحرية” لبن علي قبل تسع سنوات، في إطار تهدئة الغضب المتصاعد في مدن عراقية ولبنانية منذ حوالي شهر، فيما يسأل ليبيون إذا ما كان السراج يمتلك أساسا أي “مواصفات رئاسية” بعيدا عن مظلتي “المليشيات الآمرة والناهية” قرب مقر إقامته، و”الشرعية الدولية” التي تبحث عن “ربع فرصة” للإطاحة به سياسيا، بعد أن جاء به “اتفاق الصخيرات” الذي بات منذ عامين “بلا أم أو أب” في ليبيا.
يستطيع فايز السراج –وفق أوساط مواكبة للمشهد الليبي- أن يخاطب الليبيين مباشرة استباقا لأي غضب ليبي يرى كثيرون أنه ليس سوى “مسألة وقت”، لإنتاج “تضحيات وطنية” قد تشفع له بـ”النجاة من قاعدة بوستة” تماما كما نجا بن علي ذات ليل شتوي في العاصمة التونسية التي كانت تهدر وقتذاك بالمطالبة برحيله ومحاكمته، فالسراج وإن كان بـ”خبرة سياسية منعدمة”، و”شخصية ضعيفة”، إلا أنه يستطيع أن “ينفض يديه”، وأن يفلت من الغضب الآتي”، وأن يتوجه بـ”خطاب مصارحة” لليبيين، يقر فيه بـ”عجزه وسوء تحالفاته وندمه”، وأن يرحل إلى عاصمة يختارها.
“أنا فهمتكم” إذا قالها السراج ورحل عن المشهد السياسي، فإنها عبارة كفيلة بأمرين سياسيين وهي “تعطيل الغضب الشعبي”، وإعطاء المجال لتوافق سياسي وعسكري في العاصمة ينهي الحرب والقتال، ويدفع بالسراج لـ”الاسترخاء السياسي والنفسي” إما في مطعم المدينة بمدينة إسطنبول والتقاط صور مع الطباخ التركي الشهير بوراك، أو احتساء القهوة وقطع من “الشكلاطة” الفاخرة من محلات “كاربو” الشهيرة في لندن، من “المال الحلال” الذي اكتنزه السراج بـ”تعبه وعرقه واجتهاده”.