ليبيا ومجلس الأمن.. حاجزان أمام “المشروع البريطاني”
تناول برنامج “LIVE” على قناة “218NEWS”، في حلقة اليوم الأربعاء، موضوع مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا لمجلس الأمن لدعم وقف إطلاق النار في ليبيا وإنهاء الصراع الدائر في البلاد، ووقف التدخل الخارجي.
وحول ذلك قال الكاتب الصحفي والمهتم بالشأن العام ناصر الدعيسي، إن أعضاء مجلس الأمن يعرفون أن المشروع البريطاني لن يقدم حلا شاملا للأزمة الليبية، مضيفا أن قرار بريطانيا سابقا تم عرقلته بفيتو روسي من أجل تيار معين من أطراف الصراع، معتبرا أن البريطانيين “غير صادقين” في نواياهم بحل الأزمة.
لصالح من المشروع البريطاني؟
واعتبر الدعيسي أن القرار البريطاني يدعم تيار الوفاق والإسلام السياسي، موضحا أن مجلس الأمن أمام تيارين فيما يتعلق بأي قرار يصدر حول ليبيا، الأول يخص “الأتراك والروس” وسيلقي بظلاله في اجتماع مجلس الأمن، ولن يرضى الروس بتمرير المشروع البريطاني لصالح الأتراك ليزداد نفوذهم في ليبيا.
وبشأن التيار الثاني، ذكر الدعيسي أن الفرنسيين يقودون فريقا سياسيا لإيقاف أي إجراء في مجلس الأمن في مثل هذه القضايا، وبالتالي سيجد القرار البريطاني حاجزين امامه، كما أن بنيته غير صحيحة وغير واقعية ويدعم طرفا واحدا، وهو غير حيادي من أساسه.
وأوضح الدعيسي أن ليبيا تحت البند السابع، لكن مع انتشار السلاح ووصول المرتزقة إلى ليبيا تصبح طريقة عمل مجلس الأمن غير صحيحة بسبب عدم تطبيق القرارات الأممية، مؤكدا أنه ومع استمرار انتهاك هذه القرارات فإن جلسة التصويت على مشروع القرار تعد “فانتازيا سياسية”.
وفيما يتعلق بفريق الخبراء الذي تم تمديد فترة عمله في ليبيا، بيّن الدعيسي أن تقاريره غير واقعية وغير حيادية ولا تساعد المشهد الليبي، معتقدا أن الأزمة في البلاد هي “أزمة حرب”، لذلك فإن الحل يجب أن يكون بتفكيك السلاح والجلوس على طاولة الحوار وإيجاد حلول وليس الاعتماد على اللجان الدولية لمعرفة ما يجري في ليبيا، ولا من خلال المشاريع التي تعبر عن طرف واحد من أطراف الصراع.
الخلاف الروسي التركي
ومن جهته، قال الباحث السياسي السوري مالك الحافظ، لـ”LIVE”، إن الملف الليبي بات متداخلا بشكل كبير مع الملف السوري، موضحا أن الغضب الروسي والتوترات التي حصلت مؤخرا بين موسكو وأنقرة في سوريا سيكون له تأثيراته على الجلسة، مع الرفض الروسي لتمرير قرار وقف إطلاق النار.
وذكر الحافظ، أن الموقف الروسي لا ينم عن الرغبة بتأجيج الصراع بقدر ما يعتبر ردا على تركيا بعد أن أصبحت ليبيا الحديقة الخلفية للصراع بين الجانبين، مضيفا أن السبب الرئيسي للتصعيد بينهما هو سوريا.
وأوضح الحافظ، أن روسيا قد تصر على إضافة تعديلاتها على مشروع القرار مما سيؤجل تمريره، ويمكن أن تكون مماطلة وورقة سياسية تضغط من خلالها على تركيا بشأن سوريا.