ليبيا وجيرانها واستضافة كأس العالم
فاجأ اتحاد المغرب العربي لكرة القدم باقتراحه فكرة التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 من خلال دعوة غير رسمية أطلقها للعمل المشترك مع الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا من أجل الظفر بتنظيم الكأس الذهبية.
جاءت القصة التي شكّلت مفاجأة للكثيرين عبر خبرٍ نشره الموقع الرسمي لاتحاد المغرب العربي، وأعلن من خلاله، أن أمين عام الاتحاد، الطيب البكوش، راسل رؤساء جمهوريات الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، وملك المغرب من أجل دعم فكرة الترشيح المشترك لاحتضان كأس العالم 2030.
وكشف الخبر أن: ” الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أ.د الطيب البكوش بعث رسائل إلى رؤساء الدول المغاربية الخمس لحثهم على التنسيق من أجل التقدم بملف ترشح مغاربي لتنظيم كأس العالم 2030″.
وتابع أن “الرسائل جاءت في إطار سعي الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي للدفع بالتعاون المغاربي إلى الأمام في جميع المجالات”.
ويرى الأمين العام للاتحاد أن “في الرسائل التي بعثها إلى رؤساء الدول المغاربية على استخلاص الدرس من التجربة المغربية التي حظيت بمساندة جميع الدول المغاربية وتحمس شعوب المغرب الكبير للمبادرة التي قام بها المغرب، قصد التقدم للمحطة القادمة سنة 2030 بترشح مغاربي”.
في البداية ترتكز الدعوة على أساس أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أصبح يتوجه أكثر نحو الملفات المشتركة كما حدث مع ملف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وأن التوجه المستقبلي سيكون نحو الملفات المشتركة.
لكن الفكرة ظهرت بعدما جاء على صحيفة “النهار” الجزائرية، نقلا عن وزير الشباب والرياضة الجزائري، محمد حطاب، أن الجزائر تدرس فكرة الترشح رفقة تونس والمغرب لتنظيم مونديال 2030، كما أظهر رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، رغبة في الترشح لمنافسة الملف الثلاثي الآخر بين الأرجنتين والباراغواي والأورغواي.
ويظهر أن الاختلاف هنا بين رغبة وزير الشباب والرياضة الجزائري وبين دعوة الاتحاد المغاربي هو اسميْ ليبيا وموريتانيا، فالأول لم يذكر هذيْن البلدين بينما الثاني شملهما الاقتراح.
هل الفكرة منطقية؟
للإجابة على هذا السؤال يجب التعرف على شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” التي يضعها لقبول ملف استضافة بطولة كأس العالم ثاني أكبر الأحداث الرياضية بعد الأولمبياد.
ويضع “الفيفا” شروطاً مثل عنصر الشفافية والالتزام بحقوق الإنسان الدولية والمعايير الطبيعية فيما يخص الأمم المتحدة لرعاية العمل. والموقع الجغرافي المفتوح سهل الوصول إليه، وبنية تحتية قوية مثل الملاعب والمؤسسات الرياضية للأندية والحكام ووسائل النقل والمواصلات ووسائل الإعلام والمواقع الخاصة بفعاليات الجماهير الخاصة بالفيفا ومباني الإقامة الممكنة.
وكذلك تجاريا من ناحية التكاليف المتوقعة للبطولة والعوائد المتوقعة من بيع التذاكر والعائد المتوقع من بيع حقوق البث والتسويق.
الفكرة تبدو منطقية لكن ماذا عن تضمين اسم ليبيا في القائمة وهي تفتقر في الوقت الحالي على الأقل لعامل الاستقرار السياسي والأمني؟
وهل تمتلك دولاً مثل تونس وليبيا وموريتانيا على سبيل المثال قدرات لوجستية وبنية تحتية كافية لاستضافة حدث عالمي مثل كأس العالم؟
إن ثمة تساؤلات وتحديات حول منطقية الترشح في الوقت الحالي، من حيث الأمن والاستقرار السياسي والبنية التحتية، وهي عوامل تجعل الترشح بعيداً عن المنطق حتى اللحظة.