ليبيا “مدينة” لكوبلر بـ”شَعْرِه”.. و ب”إخفاق أممي ثالث”
الليبيون تعاملوا مع “الإنهاء الوشيك” لمهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر من زاوية أنه من الواجب استشارة الليبيين بمن يُولّى عليهم أمميا، لكن “جردة حساب” لمهمة كوبلر في “حقل الأشواك الليبي” تُظْهِر بلا أي لبس أن كوبلر ضحى بالكثير في مهمته الليبية التي بدأت في “الفاتح” من تشرين الثاني عام 2015.
كوبلر الذي مُنِي ب”إخفاق أممي ثالث”، بعد العراق والكونغو، كان يُمنّي نفسه بأن تصبح ليبيا أداة لترميم سمعته الأممية، لكنه أصبح أول مبعوث أممي يتعرض إلى هذا الكم من “النقد الجارح” الذي بلغ حدود وصفه ب”الشيطان”، وإذا لم تكن الذاكرة الدبلوماسية خائنة، فإن كوبلر تفرد بهذه الصفة من بين سائر المبعوثين الدوليين إلى ليبيا، أو إلى أية أقطار أخرى.
ليبيا والليبيون مدينون بشيء آخر لكوبلر الذي بدأ بحزم “حقائبة” و “ذكرياته”، وربما “خيباته” نحو “محطة الانتظار”، إذ تُظْهِر “المساحة الزمنية” بين الصور المُلْتقطة لكوبلر حديثا وبين تلك التي أُلْتُقِطت له في بداية مهمته أن مساحة الشعر في مقدمة رأس كوبلر “انحسرت كثيرا”، وقد تكون الحالة الليبية المُعقّدة سببا مباشرا لذلك، وكأن لسان حال كوبلر يقول: “الله غالب”.