ليبيا تُودّع قامة تاريخية برحيل “علي مصطفى المصراتي”
رحل عن دنيانا -اليوم الأربعاء- الكاتب والمؤرخ والأديب الليبي الكبير “علي مصطفى المصراتي”، عن عمر ناهز 95 عاماً، بعد مشوار طويل في تاريخ المشهد الثقافي والأديب والسياسي الليبي.
وُلد “الأستاذ علي” في الإسكندرية بجمهورية مصر العربية سنة 1926، وتلقى تعليمه في عاصمتها القاهرة سنة 1933 ثم التحق بالأزهر لينال فيها الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1946، ثم شهادة التدريس العالية من كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية سنة 1946، وليعمل في مجال التدريس بمدرسة الأنباط “المدرسة المصرية” في منطقة شبرا بالقاهرة.
يُعد الفقيد من أهم رموز الإبداع الليبي في مجالات الصحافة والأدب، وهو من جيل الرواد الموسوعيين الذين جرّبوا كل أجناس الأدب ولم يتوقفوا عند نمط أو نوع واحد، وممّن حملوا على عاتقهم مسؤولية النضال من أجل استقلال ليبيا، فكان الخطيب المفوه أيام نضال المؤتمر الوطني بقيادة بشير السعداوي نحو استقلال ليبيا في 1951.
“المصراتي” كاتب ليبي كبير ناهض الاحتلال الإيطالي لبلاده وتجاوزت كتاباته الحدود المحلية إلى الآفاق العربية والدولية، فتُرجمت مؤلفاته لأكثر من 5 لغات، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الصينية، الهندية.
اشترك المصراتي في عدة مظاهرات ضد الإنجليز واعتُقل بسجن “قارة ميدان”، والتحق بحزب المؤتمر الوطني برئاسة بشير السعداوي في مدينة طرابلس الليبية سنة 1948، وسُجن ثلاث مرات بسبب مواقفه الوطنية والقومية الرافضة للوجود الأجنبي خلال العهد الملكي على أرض ليبيا، وانتُخب عضواً لمجلس النواب سنة 1960 وكان صوتاً معارضاً ومطالباً بجلاء القوات الأجنبية الاستعمارية ووحدة البلاد.
نشر المصراتي إنتاجه في الصحف المصرية ثم الليبية والعربية من بينها صوت الأمة – الأسبوع – الأيام – آخر ساعة – الأهرام القاهرية – المرصاد – طرابلس الغرب – هنا طرابلس – الرائد – شعلة الحرية – الشعب – الإذاعة – الأسبوع الثقافي – الفصول الأربعة – الجماهيرية – الطريق اللبنانية – القصص التونسية.
ترأس الفقيد مجلة هُنا طرابلس سنة 1954، وترأس اللجنة العليا لرعاية الآداب والفنون، تولى أمانة اتحاد الأدباء والكتاب الليبيين، تولى مهمة مدير الإذاعة الليبية، أصدر وترأس تحرير جريدة الشعب.
ومن أهم كتبه أعلام من طرابلس 1955. لمحات أدبية عن ليبيا 1965. شاعر من ليبيا “إبراهيم الأسطى عمر” 1957. جحا في ليبيا دراسة في الأدب الشعبي 1958. صحافة ليبيا في نصف قرن “عرض وتحليل ودراسة لتطور الفن الصحفي في ليبيا” 1960. غومة فارس الصحراء صفحة من تاريخ ليبيا 1960. حفنة من رماد 1964. مرسال وقصص ليبية أخرى 1963. ابن حمديس الصقلي 1963. الشراع الممزق 1963. شاعر من ليبيا أحمد الشارف دراسة وديوان 1963. أسد بن الفرات فاتح صقلية 1964. سعدون البطل الشهيد صفحة من نضال الشعب الليبي 1964. ابن غلبون مؤرخ ليبيا 1966. الصلات بين تركيا وليبيا التاريخية والاجتماعية 1968. الشمس والغربال 1969. مجمع الجهلة 1972. خمسون قصة 1983. الجنرال في محطة فكتوريا 1991. القرد في المطار 1992. صائد الفراشات 1993. عبد الكريم تحت الجسر 1994. الطائر الجريح 1995. الأمثال الشعبية 2000.