ليبيا تنتظر برلمانا إيطاليا “تائهاً”
218TV|خاص
ينتظر أن يهدأ غبار المعركة الانتخابية في كبريات المدن الإيطالية في الساعات المقبلة، وسط صورة ضبابية فرضها حزب حركة خمس نجوم الذي بدأ يُقْلِق أحزاب إيطالية كبيرة ومتمرسة في العمل البرلماني والسياسي منذ عقود، فيما يقول خبراء اللعبة الانتخابية في روما إن البرلمان المقبل سيكون تائها بين سيطرة أحزاب يمين الوسط التي يمكن أن تقتنص مجتمعة “قدرا معقولا” من مقاعد البرلمان المقبل، لكن “خمس نجوم” هدّد الطبقة السياسية بأنه سيحظى منفرداً بنحو 40% من المقاعد.
إن فعلها “خمس نجوم” في الساعات المقبلة، فإن ليبيا ستكون على موعد مع إعادة “فتح وتقليب” كل ملفات العلاقة السياسية والعسكرية الاقتصادية والأمنية بين ليبيا وإيطاليا، خصوصا وأنه كان للحزب مواقف لافتة جدا في انتقاد أداء السلطة في روما بخصوص الملفات الليبية، إذ انتقد حزب خمس نجوم مرارا وعلنا انحياز روما للمجلس الرئاسي من دون أي توازن في العلاقة مع مجلس النواب في ليبيا، وكذلك الجيش الوطني الذي يقوده المشير حفتر.
يُعْتقد على نطاق واسع إنه حتى إن لم يفز “خمس نجوم” بعدد مقاعد يؤهله ل”فرض نظريته السياسية”، فإنه سيكون على الأرجح صوتا قويا ونافذا داخل البرلمان الإيطالي، ومن المحتمل أن يُشكّل صداعا حقيقيا للسلطة والبرلمان تجاه عدة قضايا إيطالية وخارجية، ويبرز منها بطبيعة الحال الملف الليبي، الذي يريد “خمس نجوم” أن يكون لروما فيه “الصوت الأعلى”، خصوصا وأنه وفقا للنظرية السياسية الإيطالية المستمرة منذ عقود فإن ليبيا هي منطقة “نفوذ واهتمام” إيطالية لا يفترض التفريط بها.
شكّل “خمس نجوم” فرق عمل في كل المجالات ردا على اتهامات له من باقي الأحزاب والسياسيين بأن كوادر هذا الحزب حديثة عهد في السياسة، ولا تملك الخبرة الكافية لإدارة ملفات ثقيلة داخلية وخارجية، فيما يقول أنصار “خمس نجوم” بأن الحزب قد استعد جيدا، وأنه من المحتمل أن يفاجئ “الكبار والمحترفين” بإخراجهم من مدن كبيرة وتحديدا في الجنوب، علما أن صحف إيطالية قالت إنه شكّل “حكومة ظل” وطبقة مستشارين للتعامل مع سيطرتهم على عدد مقاعد كبيرة، بما يفتح المجال أمام دخولهم كشريك مؤثر في الحكومة، وبالتالي دائرة صنع القرار الأعلى.