ليبيا تستذكر “لعنة لوكربي”
تقرير | 218
رغم مرور 30 عاما عليها، فإن قضية طائرة بان ام 103، التي انفجرت إثر قنبلة وأسقطت فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية، ما تزال أحداثها تتجدد مع كل فصل جديد يكشف خفايا أعقد العمليات الإجرامية في التاريخ الحديث.
الحديث عن لوكربي هذه المرة، يأتي مصادفة اليوم، الـ31 من مارس، التاريخ الذي فرضت فيه الأمم المتحدة عقوبات على ليبيا، لرفضها تسليم رجلين يشتبه في قيامهما بتفجير الطائرة، الأمر الذي جعل “جماهيرية العقيد” بعد 7 سنوات، أي في العام 1999 تُسلّم المشتبه بهم في القضية، عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة، لتبدأ سلسلة طويلة انتهت بإلزام ليبيا دفع تعويضات لأهالي الضحايا، بلغت قرابة 2.7 مليار دولار وتم تحويل المبلغ إلى حساب في بنك التسويات الدولية في سويسرا.
وسجل العام 2001 أيضا حدثا مفصليا في القضية المثيرة للجدل، وهو الحكم على عبد الباسط المقرحي بالسجن مدى الحياة لإدانته بـ270 تهمة، ولم يلبث طويلا في سجنه، وأطلق سراحه في أغسطس العام 2009، لأسباب إنسانية بعد تشخيصه بسرطان البروستاتا، وتوفي بعدها في العام 2012، ما جعل القضية تتوقف بعض الوقت.
لكن الأكثر تعقيدا، ودهشة ، جاء في كتاب”لوكربي.. الحقيقة”، للمؤلف الأميركي دوغلاس بويد، في أكتوبر العام الماضي، الذي نفى فيه بويد جميع التهم عن النظام الليبي السابق، واتهم مباشرة إيران بارتكابها الحادثة موجها أصابعه لوزير الداخلية الإيراني الأسبق علي أكبر موهتشاميبور وزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل بالوقوف خلف العملية، مشيراً إلى أن التخطيط لإسقاط الطائرة دبر قبل 5 أشهر من وقوعها، وأن دوافع طهران وقتها كانت ردا على إسقاط أميركا طائرة إيرانية في العام 1988.
أما فصول الجدل وخلط الأوراق، فقد كانت في خاتمة كتاب دوغلاس بويد، الذي كشف فيه أن شخصا يدعى “أبا إلياس” هو من وضع القنبلة بـ”طائرة لوكربي”، وأنه مازال على قيد الحياة في الولايات المتحدة، بموجب برنامج “حماية الشهود”، وتم تغيير اسمه إلى باسل بوشناق، دون ورود أي جديد حول القضية بعد ذلك.
لعنة قرر لها أن لا تنتهي، هذا ما يمكن قوله على قضية لوكربي، التي تفننت في فتح دفترها وأبقتها على حالها مند 30 عاما.