ليبيا تتذكر بألم “الرحلة 114”
218TV | خاص
لم يخيل لمن صعد على متن طائرة الخطوط الجوية الليبية بوينغ 727 في رحلتها رقم 114، أنها ستكون الرحلة الأخيرة لهم، عندما انطلقت الرحلة المنكوبة من مطار طرابلس في 21 فبراير العام 1973 والوجهة مطار القاهرة ولكن ما حدث كان من أكثر الحوادث عدوانية.
104 ركاب مدنيا من جنسيات ليبية ومصرية إضافة لـ8 من الطاقم الفرنسي كانوا على متن الطائرة التي توقفت لفترة قصيرة في مطار بنينا لتكمل مسارها نحو القاهرة في جو غائم ورياح قوية، ثم تعرضت لعاصفة رملية منعت قائد الطائرة من رؤية أنوار المهبط بعد دقائق من الدخول إلى المجال الجوي المصري.. وفي زمن قصير حاول فيه الكابتن ايجاد المهبط فتبين أنه انحرف عكس مساره فيما طلب منه برج المطار ضرورة التحليق بارتفاع منخفض ليجد نفسه محلقا في سماء سيناء التي كانت أرضا محتلة من إسرائل آنذاك.
ماهي إلا برهة حتى حوصرت الطائرة المنكوبة من مقاتلتين إسرائيليتين ساقتا الطائرة الليبية نحو أجواء قاعدة ريفيديم الجوية، وكان قائد الطائرة يعتقد أن المقاتلتين من السرب المصري بعد أن تعذر التواصل بالطائرة بسبب رداءة الطقس.. لحظات فقط بين تغيير قائد الرحلة لاتجاهه نحو الغرب حتى اُمرت المقاتلتان بدك الهدف لتوقعهم أنها فرت منهم، وبدأت الرشاشات فورا في صب وابل نيرانها تجاه أجنحة الطائرة التي كانت تحلّق بعلوٍ منخفض في تلك الأجواء الصعبة لتهوي مصطدمة بكثبان رملية في صحراء سيناء مودية بحياة 108 ركاب كانوا على متن الرحلة.
بدأت هنا حرب التنصل من المسؤولية إلى حين إيجاد الصندوق الأسود ليُكشف ما كان مسجلا فيه مدينا إسرائيل التي أعلنت بعد ذلك أنها من أسقطت الطائرة.. إعلان لم يشف غليل ذوي ضحايا الرحلة 114 الذين استقبلوا جثامين أحبائهم في ليبيا ومصر وفرنسا في جريمة سجلها التاريخ بأسماء من كان فيها.